إستكمال الانقلاب على المبادرة الفرنسية

 العميد المتقاعد سامي الرماح  بعد زيارتين لافتتين للرئيس الفرنسي الى لبنان غداة انفجار مرفأ بيروت، شاع مصطلح "حكومة مهمة من اختصاصيين مستقلين غير فاسدين"، وتصدَّر هذا المصطلح كل العناوين. من هنا نبدأ.لا ينكرنَّ أحد ان فرنسا كانت (ولستُ أدري ما اذا كانت لا تزال) هي الدولة العظمى الوحيدة التي تتعامل مع لبنان بنوستالجيا غير موجودة لدى باقي الدول الكبرى التي لها علاقات مع لبنان، ولكن في الاجتماعات التي عقدها الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الصنوبر بدا واضحاً وبصورة لا تقبل الشك ان فرنسا تقوم بتعويم الطبقة السياسية الفاسدة، والتي قالت عنها فرنسا نفسها انها فاسدة في اكثر من تصريح لافت، وهذا التعويم ظهر جلياً عندما استقر رأيها على ان الرئيس سعد الحريري هو الذي يجب ان يقود هذه الحكومة، وهذا انقلاب فرنسي واضح على مبادرتها المتعلقة باستقلالية الحكومة، فهل الحريري مستقل فعلاً؟إذاً بالعودة الى الانقلاب على المبادرة الفرنسية التي من اساسها ان تكون الحكومة من مستقلين واختصاصيين وغير فاسدين تتولى مهمة الانقاذ، قلنا إن الطعنة الاولى وجهتها فرنسا الى مبادرتها عبر القبول بالحريري رئيساً لهذه الحكومة. أما الطعنة الثانية او الانقلاب الثاني فجاء من الحريري وبموافقة فرنسية على ان يتولى شيعي يسميه الرئيس نبيه بري وزارة المال، "على اساس ان الموارنة...