الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"الحريم اللغوي" ليسرى مقدّم: كنف اللغة

المصدر: "النهار"
Bookmark
"الحريم اللغوي" ليسرى مقدّم.
"الحريم اللغوي" ليسرى مقدّم.
A+ A-
قصيّ الحسين*فتحت الباحثة يسرى مقدم، شهيتي على اللغة، باكرا هذا الصباح، دون أن يقع ذلك في بالي. عنوان جاذب، هو عنوان كتابها الذي تسنت لي قراءته: "الحريم اللغوي" عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر". هي لم تضيع الوقت، ذهبت فورا، إلى "أصل الحكاية"، حيث الرحم والولادة، والشهادات الطبية المزورة للولادات، وما يتصل بذلك، من ظهور "ناس القلق" لضياع الوضوح في الأنساب. عالجت هذه المشكلة. بل هذة الإشكالية التي رافقت المسيرة اللغوية، التي عاشت في كنف اللغة العريض. قالت إنها الخطيئة الأصلية/ الظل، للخطيئة الأصلية. حيث اتهمت المرأة، وحيث أخرجت مستضعفة من الدارين: دار الحياة ودار اللغة. تقرأ فصولها الخمسة عشر، فتشعر أن فمها مليء بالمرارة. أن قلبها يكاد يختنق من شدة ألمها من أكاذيب لغويين وكتاب، وروائيين وقصاصين، وأصحاب سير. تختنق الباحثة لما تجد في الكتابات القديمة، أو في الكتابات الجديدة، من تزوير شهادات الولادة للنصوص وللتفاسير وللشروح وللكتابات التاريخية التحليلية. تؤلمها الحملة تلو الحملة على المرأة، وكأنها "جنس عاطل" لا يصلح للصناعات ولا للإنشاءات، ولا لأعمال البنيان. ليس في اللغة وحسب، بل في جميع مناحي الحياة. كتبت على غلاف كتابها تقول: "تقيد الأحكام النحوية الحريم اللغوي بضوابط ملزمة ترادف في إطلاقها، إطلاقية قانون الأب المقيد والمسيطر. يتكفلان معا لبسط سلطان الذكورة وترسيخ هيمنتها وفضائلها، ليتناظر بذلك واقع التأنيث والتذكير في اللغة وواقع المؤنث والمذكر في الإجتماع". ثم تضيف: "فكيف أمكن للفقه النحوي أن ينزلق إلى التمييز العنفي التفاضلي ما بين شقي النفس الإنسانية الواحدة؟".لا تخفي الباحثة والأديبة واللغوية يسرى مقدم هواجسها، ولا قلقها على طمس الأنثى ودورها، في الحياة والأدب واللغة. فكل شيء مقلق لها. لأن المرأة لم تحفظ لها مكانة في سجل القيد، ولا في سجل القيم. تماما، كما لم يحفظ لها دور في الحياة. ولم يحفظ لها دور في متن اللغة. بل ظلت في الهامش، أو في كنف اللغة، لأن كنف اللغة الذكورية عريض....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم