اشترِك في نشرتنا الإخبارية
محمد حمصي- حلب
وأخبروني
أنّني قُتلت...
وأنّهم شهدوا جثّتي معلّقة
بين المساجد والحانات...
وقالوا
أنّ دمي طازج، تمتصه اسفنجة الثكالى
وجثّتي
وصيّة الطغاة لكم.
وأخبروني
أنّني قتلت...
وأنّهم لم يجدوا تابوتاً بحجم عينيكِ...
وأنّ الفراشات لم تستطع حمل شهوتي،
وأنّني كنتُ إطاراً لتناقض الماء و النار
وقالوا:
أنّ التراب صار عشباً
حينما شمّ زهرة، قطفتها منكِ.
وأنّهم شهدوا الأطفال
يسرقون الحلوى من جبهتي،
و أنّني طرت نحو عصفورة
حطّت مرّة على شبّاككِ.
كنتُ ميّتاً
إلّا من أمل يبني عشّه
على حيطان حارتك... يرشدني إلى غدي
وإلى غيمة تبلّل عطشي المندفع ليديكِ.
أنا مجنون
ولي حقّ الإله
لأحيا وأموت مراراً
تركت صلبان الكنائس
وصلوات المآذن
وسبقت الجنازة، انتظر المشيّعين
واترك اعترافي خيبة على الشاهدة:
أنا القاتل
أنا القاتل
ومضيت حيّاً
على مسامة واحدة من كفّكِ...
وأخبروني
أنّني حيّ
وأنّ الموت نيّة فينا...
و قميص تحت ثيابنا
وقالوا:
أنّ أملاً ما نفخ صدره...
وأنّ النساء يرقبن نبيّاَ
يصعد نحو بيتكِ
ليكتب وحيه
واسمه
ولغته
من عينيكِ
وكفّكِ...
