السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تعرّفوا إلى العمانيّين الـ6 المدرجين على قائمة الأونيسكو للشخصيّات المؤثّرة عالميّاً

المصدر: "النهار"- مسقط
جودي الأسمر
جودي الأسمر
مشهد من المدينة القديمة في مسقط. ("النهار"- تعبيريّة)
مشهد من المدينة القديمة في مسقط. ("النهار"- تعبيريّة)
A+ A-

تختزن عُمان إرثاً علميّاً حقّق منعطفات هامّة في التّاريخ الإنسانيّ على صعيد المنطقة العربيّة والعالم. والفضل يعود لعدد من الشخصيّات العُمانيّة الّتي سبقت عصرها في العلوم الطبيّة واللّغويّة والإجتماعيّة والأدب. وكانت منظّمة الأونيسكو لمست البصمة العميقة الّتي حقّقتها هذه الوجوه في تطوير المسار الإنسانيّ، فأدرجتهم تباعاً ضمن "برنامج الأونيسكو للذكرى الخمسينيّة أو المئويّة للأحداث التّاريخيّة المهمّة والشّخصيّات المؤثّرة عالمياً"، وبلغ عددهم حتّى اليوم ستّة عمانيّين.

من هؤلاء المخلّدون في السجلّ الإنسانيّ؟ وما أبرز آثارهم؟

  • 1-الخليل بن أحمد الفراهيدي (718-719): أدرج في العام 2005، وهو ذائع الشّهرة في عالم الأدب واللغة العربيّين، فهو أوّل من ابتكر التأليف المعجميّ، وارتبطت شهرته على الأخصّ بعلم العروض، فتمكّن من ضبط كلّ أشعار العرب في بحوره، كما وضع أسس علم النحو من خلال استدراج قواعده وإرساء شرحها.
  •  
  •  

    أهمّ مؤلّفات الفراهيدي: كتاب "العين" الّذي رتّب فيه الألفاظ على مخارج الحروف، وافتتح الكتاب بحرف العين فسُميّ به. ومن كتبه "المنظومة النحويّة"، الّذي يضم 293 بيتاً شعريّاً صاغها على البحر الكامل، وأبواباً عالج فيها مسائل نحويّة بشرح سلس وواضح. ويعدّ "كتاب العروض" ثمرة ما توصّل إليه الفراهيدي  في علم العروض من أوزان الشعر والدوائر العروضيّة التي ابتكرها. وكتاب "النقط والشكل"، وقد ذكر فيه ما توصل إليه في النقط والشكل من ابتكارات لم يسبقه إليها أحد.

  • 2-راشد بن عميرة الرُّستاقي (1154-1624): أدرجته الأونيسكو في برنامجها عام 2013، باعتباره أبرز شخصية عمانية مؤثّرة في الطب والصيدلة. كان طبيباً تقدميّاً، فهو استطاع أن يعالج أمراضاً مستعصية حتى انتشر صيته وأصبح مقصوداً من خارج البلاد. ونقل بن عميرة العلوم الطبّيّة عبر تعليم الطب والتأليف ووضع الوصفات، مستعيناً بمهاراته بالفقه والأدب والشعر.


  • وتتّضح علاماته الفارقة في المخطوطات والقصائد التي اعتمد فيها بن عميرة بحر "الرجز" وألفها بأسلوب سهل يزاوج بين العلم والأدب، وبين العام والتخصصي. نظم هذه القصائد المطولة لتشريح جسد الإنسان كاملاً، وخصّص أخرى لتشريح مواضع معينة كالعين فقط، ومن أهم مؤلّفاته "كتاب منهاج المتعلمين"، وهو عبارة عن رسالة لابنه عميرة الذي صار طبيباً فيما بعد، وذكر فيه الكثير من أمراض الجسم وعلاجها.

  •  

  • 3- العلّامة الشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي: ولد في القرن التاسع عشر، كرّسته الأونيسكو في برنامجها عام 2015، ويُعتبر كذلك مصلحاً إجتماعيّاً عُمانيّاً، حقق أثراً بالغاً في الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية للبلاد، وأثرى المكتبة العُمانية والعربية بالكثير من المؤلفات التي شملت أصول الدين، والفقه، والحديث، وعلوم اللغة العربيّة، والتأريخ.
  •  
  •  

    كان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل، ويقارن الاتجاهات المختلفة في زمنه التي وردت في كتب الفرق الدينية المتعددة.

  •  

  • 4-أبو عبد الله محمد بن عبدالله الأزدي المعروف بــ"ابن الذهبي": طبيب وفيزيائي عُماني ولد في عام 1033، وأدرج في العام 2015، لأنه ابتكر علاجات في الدم واعتمد مقاربات طبية عابرة للتخصّصات. من أهمّ مؤلفاته "كتاب الماء" الذي يشكّل معجماً طبيّاً لغويّاً في آن واحد. وكان هذا المؤلّف غير مسبوق في مجاله، حيث ولّف ببراعة بين فنون الطب وعلوم الصيدلة وتمكن من معالجة الأمراض العضوية والنفسية والعقلية. وكان ابن الذهبي منذ ألف سنة أوّل من ابتكر فكرة تبديل دم الإنسان، وتعمّق في مواد الطب البديل دارساً أضرارها ومنافعها. وكان من روّاد العلاج بالرقى، وذهب بعيداً في الاستفادة من علم النجوم، ويقال أنّه شخّص مرض السرطان في زمنه.
 
 
  • 5-ناصر بن سالم الرواحي (1860-1920) المُلقّب بـ"أبي مسلم البهلاني": أدرجَ عام 2019 على لائحة "الأونيسكو" بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لوفاته. واختير باعتباره شاعراً ورائداً لصحافة المهجر في زنجبار نحو العالم.
  •  
  •  

    وأخذ أبو مسلم العلم من والده العلامة القاضي سالم بن عديّم البهلاني الرواحي. وتولّى القضاء مع عدد من السلاطين الذين كان مقرباً منهم، وأنشأ حلقة لتعليم اللغة العربيّة والفقه تخرج منها العديد من الفقهاء والأعلام.

    كما ترك العديد من المؤلفات منها المطبوع ومنها المفقود، وبعضها ما زال مخطوطاً لعل أبرزها كتابه في الفقه "نثار الجوهر".

  •  

  • 6-أحمد بن ماجد بن محمد السعدي أسد )1421-1500): أحدث المدرجين على لائحة "الأونيسكو"، التي ضمّته في العام 2021. هو ملّاح وعالم بأسرار البحر، ويُعدّ من أشهر البحارة في المحيط الهنديّ. اخترع خلال رحلاته الإبرة المغناطيسية المعروفة بـ"البوصلة" التي تُستخدم لتحديد اتجاهات الرحلات البحرية. وبنت الملاحة الأوروبية الحديثة أساليبها استناداً إلى مؤلفاته.


وترك العالم مؤلفات ما لبثت أن شكّلت مرجعيّات لأسس الملاحة الحديثة. كما طوّر العديد من الابتكارات البحرية، أهمها: آلة "الوردة" التي تستخدم في تحديد اتجاهات الرّياح أثناء الإبحار، واختراع آلة "الخشبات الثلاثة" لقياس النجوم، إلى جانب ملاحظات في علوم البحار تجاوزت 40 كتاباً.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم