في اليوم العالمي للغة العربية 18 كانون الاول: عن تاريخ اللغات السامية وموقع العربية بينها

الدكتور ابرهيم حلوانييحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية يوم 18 ديسمبر لأنه يوافق إعلان الأمم المتحدة قرارها باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات المعتمدة في المنظمة الدولية عام 1973.قد يكون من الصعب أن نعرف منذ متى بدأت اللغة عند الإنسان، فليس ثمّة تاريخ مكتوب يوثّق ما تحدّث به الناس قبل أن يعرفوا الكتابة. ولكن هناك ما يمكن الاستدلال به، من ذلك: •     دراسة الدماغ وتطوّره:  يقدّر علماء الأحياء أنّ الدماغ بلغ حجمه الحالي منذ 130 ألف سنة تقريباً، وأنّ وراء الزيادة اللافتة في الحجم نموَّ المناطق المتعلقة بالتعبير والتخاطب، مثل تذكّر المفردات وتركيبها ولفظ الكلام وتحليل المسموع.  •     استعمال الأدوات والهجرة: استعمل الإنسان منذ أكثر من نصف مليون سنة الحجارة المسننة والرماح المدبّبة، واستعمل النار بشكل منهجي. كما أنه هاجر جماعاتٍ من أفريقيا وعلى دفعات عديدة. يحللون أن ذلك غير ممكن بدون استعمال لغة للتفاهم. •     دراسات اللغويين: انصرف الباحثون في العقود الأخيرة إلى دراسة أصول اللغات التي كانت سائدة في الشرق الأوسط القديم غير متأثرين بالقصص التوراتية وصارفين النظر عن الموروثات الأدبية والدينية (في مجتمعات الديانات الثلاث) التي لا ترتكز على أساس علميّ واضح. كانت وسيلتهم في ذلك تحليل البُنى اللغوية لتلك اللغات، أي البنى اللسانية والنحوية وأصول الأفعال والمفردات.  مثلاً، في دراسة حديثة نُشرت سنة 2011، وجد الباحث أتكنسون وفريقه أن الوحدات الصوتية في 504 من اللغات العالمية تعود كلها إلى أصل واحد: لغة محكيّة محلية منسيّة كانت متداولة منذ 70 ألف سنة تقريباً، في منطقة من جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا. يعتقدون الآن أنّ اللغة بدأت عند الإنسان الحديث منذ أكثر من 150 ألف سنة، وبعضهم يقول منذ 300 ألف سنة. الآثار الأقدم للنصوص العربيةأول إشارة مكتوبة عن العرب في التاريخ وردت حوالي 850 ق م في حَوْلِيّات الملك الأشوري شلمانصّر الثالث. وُصفوا كشعب قبلي في شرق سوريا وجنوبها وشمال شبه الجزيرة العربية، وقد دخلوا في نزاعات مع الملك الأشوريّ.أقدم آثار للنصوص العربية الجنوبية القديمة رُقمت بخط المُسند وتعود إلى القرن...