الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فضيحةُ الدُّخان

لوحة تجريديّة بعنوان "نيران مدفأة الحطب" (تعبيرية).
لوحة تجريديّة بعنوان "نيران مدفأة الحطب" (تعبيرية).
A+ A-

عبّاس الأمارة

 

لا يعتنقُ الصبّارُ مذهبَ العطر

ودِينُ الأشواق على مِلّة الصمت المهيب !

والرِّيحُ لاتأخذُ من الصَّخر إلّا التراب

لتبقى مدهشةً قامةُ الجبل !

ما رأيْتُ مجنونًا قطّ ....

يحاول استحضارَ قلبِ جبلٍ مجروح !

وما سمعَتْ أُذناي عن شاعرٍ ...

فاضَ قلبُه بالذهب فبَخُلَ بجنونه على الناس

واكتنزَ الجمالَ في حبرِهِ وصومعتِهِ ولظاه!

نعم...

هو جرحٌ غارقٌ في ضِمادٍ مالح...

أَفْخَرُه بلهاثِ الصبرِ لتنشفَ أخاديدُه على عجل

وشريانٌ مهيبٌ لا يظهرُإلّاه في سُبُحاته؛

والكِبْرُ...

 مرآةُ عروس !

لن أُخْضِعَ نورَ صدري لعتمة رأسِك !

ما أعطيتُكِ فرصةَ اللّحاق بنبلي في أوّلِ الرِّهان

فما بالُك ونحن في آخر المطاف!؟

قياماتُ قصائدي  تشبهُ قياماتِ القمر حين

 يغادرُ الماء؛

والريحُ، يا صديقتي...

لاتترك من يَنْبُتُ لوحده على الشاطئ؛

يكفيه...

عصفورٌ صغيرٌ يقفُ عليه ليخرَّ مغشيّا!

صحيحٌ أنّي

أُخفي في تجاعيدي نضارة هيامي

لكنَّكِ

حين اعتصمْتِ بحبل رأسك...

كان لي شرعي في السكوت !

 والرؤوس يا صديقتي...

لاترى منَ الشموع  إلّا الرؤوس !

ولا تعرفُ عنها شيئًا وهي تفقد قوامَها بهدوء !

لن أُعاتب...

وهيهات من صدري البوح

الحطبُ يتهاوى على النار

ومازلت...

أرفض أن تشتركَ في إطفائي دقائقُ خجلات...

مع عيونٍ كانت تتعبَّدُ في أتوني !

ما زلت  أتفحَّمُ، لكنّي...

أرفضُ  فضيحةَ الدُّخان !

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم