يومَ عدتُ نهائيًّا إِلى لبنان (1994) من "المنأَى الموقَّت" على "بحيرة الليمون" (فلوريدا)، كان المطار مغْلَقًا فجئْتُ في الباخرة من لارنكا إِلى شطِّ مدينتي البحرية جونيه.. يومَها كان شوقُ الحنين إٍلى الرجوع يشُدُّ بي عنيفًا فلم أَتمتَّع برؤْية الشط اللبناني من البحر، لوصول الباخرة في فجر ضبابي، وكنتُ لهيفًا إِلى الترجُّل على أَرض بلادي بعد غَيْبة عنها طيلة ست سنوات مالحة.. بقيتُ ردَحًا أُعلِّلُني بيوم أَرى فيه شطَّ لبنان من البحر، حتى تسنَّى لي ذلك، السبت الماضي، في يخْت الصديق رمزي الشامي إِذ دعاني إِلى رحلة بَحرية تنطلق من "زيتونة" بيروت شمالًا إِلى خليج جونيه.. وما إِن راح اليخْت يَهدر بنا مُقْلِعًا بإِيقاع رومانسي هادئ، حتى أَخذَ البحر يَغْمُرُنا، وتراجعَتْ عنا بيروت فبَدَتْ سفينةً راسيةً وسْط هدْأَة رأْس بَحري، حاملةً كواكبَ من بيوت وعمارات في زوغة حياةٍ تعجُّ بالآمال والحرك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول