الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

لبنان: أصلب أسوار الشرق

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
لبنان (تعبيرية - ميشال حلاق).
لبنان (تعبيرية - ميشال حلاق).
A+ A-
في شهر حزيران 1980 وقبل سنة من انتهاء ولايته قام الرئيس الأميركي سابقاً جيمي كارتر، وهو اليوم في التاسعة والتسعين من عمره، بزيارةٍ إلى الفاتيكان حيث قابل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وفور دخوله إلى مكتب البابا، وكانت حروب لبنان مشتعلة ومقلقة، سأله الأخير فوراً: "هل بالمستطاع التفكير في توسيع انتشار قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان بحيث تتواجد على مجمل الحدود الأخرى وتحمي لبنان كلّه؟". فأجاب الرئيس الأميركي بالنفي. إذذاك قال له البابا تفضّل بالجلوس وانتقل معه بالحديث إلى المواضيع الأخرى مكتفياً بتوصيته بالاهتمام بلبنان. ومن ثم واستناداً إلى هذه التجربة وغيرها في مجال انشغاله الشديد بلبنان، أخذ البابا على عاتقه الاهتمام بهذا البلد الصغير في الشرق والذي وصفه لاحقاً بأنه أكثر من وطن وأنه رسالة إلى الشرق وإلى الغرب وذلك قبل عقد السينودس من أجل لبنان الذي ترأسه في العام 1995 وزيارته له في أيار 1997 ونشره وثيقة الإرشاد الرسولي.لبنان رسالة إلى الغرب قبل الشرق وفق توصيف البابا، أم هو مرتبط بحروب الآخرين، مرتبطٌ بغزة وبقضية فلسطين التي دفع ثمنها أكثر من غيره بكثيرٍ ولا يزال؟من الغرابة أن الموضوع إياه لا يزال مطروحاً على الحدود كلها جنوباً وشرقاً، من المواجهة في الجنوب مع إسرائيل إلى مشكلة النازحين عبر الحدود المستباحة للبشر وللتهريب على أنواعه.كيف تُحمى هذه التجربة؟ كيف يُحمى لبنان من داخلٍ ومن خارج؟خُلق لبنان لكي يكون حراً، لا آسراً ولا مأسوراً. كان ذلك قدره منذ البدء، والبدء ليس تاريخ الأمس. إنه لم يولد على موائد الكبار، ومساحته لم تحدد بخرائط موفدي الدول. ليست أرضه وقف الله كما يقول بذلك بعض الغلاة، ولا هي أعدّت لكي تزنّر بالصواريخ.ذنبه، وهو ذنبٌ لا يُغتفر، أنه وُلد في الشرق، في شرقٍ كان ولا يزال معقداً، لسببٍ جوهري أنه لم يعرف الحرية يوماً، تلك الحرية التي كانت ولا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم