الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

على هامش العيد المئة لولادة "نبيّ" جبران: ماذا صنعتَ بالنثر (يا خليل) ماذا فعلتَ - لـ - القصيدة؟

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
الجسر الجبرانيّ، توليف للفنان منصور الهبر.
الجسر الجبرانيّ، توليف للفنان منصور الهبر.
A+ A-
مستوقفًا الجسر الذي يصل الشعر بالنثر، أدخل فورًا ومباشرةً في صلب الموضوع الذي يعنيني، لأستنطق أحوال الكلمات التي لا تطيق كونها جزءًا من كلّ، رافضةً الاستسلام لقَدَرها في أنْ تكون حدودُ مملكتها هي أراضي النثر، والعكس، وأيضًا لأزورها في توقها إلى أنْ تكون الكلّ في الكلّ، وهي تشقّ دروبها نحو عالم الكلمات (القصيدة) اللّامتناهي. أحبّ لمثل هذا الاجتهاد أنْ يختصر جوهر مساهمتي العابرة والمتواضعة في المسألة الجبرانيّة، على هامش العيد المئة لولادة "النبيّ"، عارفًا في الآن نفسه، ومعًا، أنّ من الغلط المجحف، بل من المستحيل، التفكير في "أسر" الإشكاليّة الجبرانيّة المركّبة والمعقّدة والمتنوّعة ضمن قضيّة الشعر المنثور، أو النثر الشعريّ. مهلًا. مهلًا.المعاني كثيرةٌ، غفيرةٌ، وهي، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، معروضة في السوق (على قول الجاحظ). أمّا النادر، أمّا الصعب الوجود، أما الاجتراح فكامنٌ في الأسلوب. فتقول عن فلان إنّه صاحب طريقة، صاحب أسلوب، صاحب شكل، وصاحب لغة. وها هنا، يكمن البعضُ الجمُّ من اللبّ الجبرانيّ، وها هنا يتجلّى الدور جلّه، وتتألّق المكانة. أدركَ خليل أنّ اللغة هي القضيّة، وهي المستقبل. فقال – من دون أنْ يقول - بالأمومة الواحدة للكلمات. وما دامت الكلمات هي الرحم، هي الأمّ، فلا فواصل بين الشعر والنثر، ولا متاريس، ولا حروب، ولا قطيعة. وإذا من وصفٍ ينفرد به جبران، على هذا المستوى، فهو أنّه أوقف مأساة الفصم الدراميّ بين الشعر والنثر في اللغة العربيّة، فاتحًا الليل على فجر الحداثة الأدبيّة في حركيّتها اللغويّة التأويليّة، المأثورة والحاسمة. هذه ليست مسألةً سهلةً، البتّة. بل هي في اعتقادي الأصعب والأدهى. كأنّ خليل كان يقول في مسعاه: ها أنا أكتب شعرًا في النثر، ها أنا أشعرن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم