السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"إلى أين؟ إلى أين"

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
كتب اريك هوبزباوم أشهر مؤرخي اليسار في القرن العشرين، أنه عندما صدر كتاب "العرّاب" لماريو بوزو العام 1969، "ظهر اخيراً على السطح، شغف الاميركيين بالمافيا". لقد تحاشت "المؤسسة" الاميركية التعرض للظاهرة الاجتماعية، وتركتها تعمل على هامش الدولة، وتطبّق "قوانينها" وأعرافها، وخافت إن هي تعرضت لها، أن تثير قسماً كبيراً من الرأي العام. إذ مقابل الصورة الاجرامية للمنظمة، كانت لها ايضاً اسطورة "روبن هود"، قاطع الطرق الذي يسطو على اموال الأغنياء لكي يساعد فقراء الغابات وعراة الأرياف. وفي عالم "العراب" دون كورليوني، كان الزعماء يعاملون وكأنهم "الآباء" الحقيقيون في العائلة. وكان التعاضد بين "عائلات" الولايات مقدساً، و"القانون" يطبق بعيداً عن عين الدولة. لذلك، يقول هوبزباوم، لم تكن الزوجة الصالحة تعترض على وجود العشيقة المفضّلة. وعندما تحوّل "العراب" الى فيلم على يد الساحر فرنسيس كوبولا، تدافع الملايين بإعجاب الى دور السينما، من دون ان يتساءل أحد أين تقع بلدة دون كورليوني في الحقيقة. ثمة اعجاب كامن بعالمه، وكفى. وتحوّل الاعجاب الخفيّ الى اعجاب معلن مع وجود ممثلين من طراز مارلون براندو وآل باتشينو. وكان الفيلم بداية الثاني على شاشة العمالقة، وختام الأول.الحقيقة، ان "العراب" لم يكشف تواطؤ الاميركيين وحدهم مع شرعة الجريمة المنظمة، بل شعوب العالم اجمع، على درجة أو أخرى. والنسبة لها دائما قياس واحد: بقدر ما تغيب الدولة، بقدر ما تحضر الدولة الموازية. ومع الوقت لا يبقى من القانون العام شيء لكثرة ما يُفسّر ويُعلّل ويُعرض للإيجار، مفروشاً أو على عجل.ومع تكاثر "الفتاوى" يصبح القانون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم