اللبناني ليس بخير. يكفي أن تخرج إلى الشارع وتحدّق بهذا المخلوق الإستثنائي. عَينان جاحِظَتان في الفراغ الكَوني. ما أحدثه السياسيون في صحّتِه النفسيَّة يصحّ لتطوير نظريات علم نفس باثولوجيَّة جديدة. نمتلك نحن اللبنانيين حاسَّة سَمَع سليمَة لكننا فقدَنا مهارة الإنصات. في أيّ جملة مفيدة أو غير مفيدة نبادر بتبادلها مع الآخَر نسمع الكلمة الأولى حصرًا. أعصابُنا لم تعد تتسِّع لِسماع نهاية الجملة. فيما أنتَ تتكلّم مع غيرِك يتكلَّم هو مع نفسِه بانهِماك. يجيبُ نفسَه التي تكلِّمُهُ من الداخل. أنتَ كآخَر وغيريَّة لَم تعد موجودًا في قاموسِه تمامًا كما لم تعد لا أنت ولا هو موجودَين في الوطن. نفسيّات مدمَّرَة لا يمكن أن تَبني حوارًا أو تبادلًا لأطراف حديث. وحدها حبوب الأعصاب باتت الممر الإلزامي للحفاظ على حدّ أدنى من الأُنس والأنسَنَة في الإنسان اللبناني. نمتلك نحن اللبنانيين حاسَّة شَمّ متطوّرَة. مِن شَمَّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول