الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ولا في الناس مسرَّة

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
ولا في الناس مسرَّة
ولا في الناس مسرَّة
A+ A-
"ليس من حزن أعظم من تذكُّر السعادة في زمن البؤس".دانتي في لحظات الهروب الكبير مما أُوصِلوا إليه، يسمي الناس كل إشارة الى الماضي، كتابةً عن "الزمن الجميل" تمييزاً عن معالم زمنهم. صدر قبل ايام للدكتور بهيج طبارة "كتاب في دولة القانون"، وهو مختارات قيِّمة من مطالعات في قضايا وخلافات دستورية نشرها في "السفير" على 24 عاماً، ومعها بضعة فصول من سيرته.يقول لنا هذا المسلم السنّي الذي يبدو في ملامحه ولون بشرته، وكأنه متحدر من البورجوازية الاسكندينافية، إن مدرسته كانت الجامعة الاميركية، واستاذه فيها كان فؤاد سليمان، وان استاذه في المحاماة كان فؤاد بطرس. إذن، النتيجة الطبيعية، شخصية اسمها بهيج طبارة.  ذلك لم يكن "الزمن الجميل". ذلك كان الزمن العادي، الطبيعي، المتوقع. استاذ الأدب من مرتبة فؤاد سليمان، وصاحب مكتب المحاماة من طينة فؤاد بطرس، وبالتالي، فإن الجيل التالي هو خلاصة بهيج طبارة. هكذا كان الإطار العام في كل شيء: لا مفاجآت، وإنما زرع وحصاد. وتميّز. الاساتذة كان اكثرهم فؤاد سليمان، والمحامون الكبار كانوا فؤاد بطرس، والخبراء الدستوريون كانوا ادمون رباط وحسن الرفاعي ونصري المعلوف. وقس على ذلك، إذا جمعتنا يا جرير المجامع. لم يكن أحد منتبهاً الى ان الحياة اليومية العادية التي نعيشها كانت "زمناً جميلاً"، سوف ننوح عليه كلما اشتدت القباحة على الزمن. الناس تجمّل النصوص، وليس العكس. فالحياة في الناس لا في البنود. ويخبرنا بهيج طبارة ان النقاش كان دائماً حول التفسير الدستوري ومرجعياته ومراجعه وسابقاته، لكن هذا الانتظام الذي عاش به الناس والبلاد واحتمت به المبادىء، لم يكن يوماً "عفناً" ولا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم