إنه مفاجئ، بل مدهش، موقف الثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" من قضية إقصاء القاضي طارق البيطار. المدهش هو إصرار الثنائي، الممثل لقاعدة واسعة من الفقراء والمحرومين، على تعطيل الحكومة والدولة إلى حين إقالة المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت. إنه قرار مبرم بشلّ الدولة فيما البلاد بأمسّ الحاجة إلى انتظام السلطة وتمكّنها من المبادرة لوقف تمدّد الجوع إلى بيوت الفقراء، الذين يزدادون بضعة آلاف كل ساعة. القاعدة الشعبية للثنائي هي مكوّن رئيسي من مكوّنات الكتلة الأكثر فقراً في لبنان، وهي، بالتالي، في طليعة المتضرّرين من انفجار التضخّم وارتفاع الأسعار وتلاشي الأمان الاجتماعي وسقوط النظم الصحية والتربوية والغذائية، والهبوط اليومي المريع لسعر صرف الليرة اللبنانية.لسنا بصدد حلّ اللغز وتحليل الأسباب الخفيّة لهذا الموقف، الذي يقدّم قضية المحقق العدلي على معالجة أكبر أزمة اقتصادية ومعيشية في تاريخ الجمهورية اللبنانية، ومعظم تاريخ المتصرفية وإمارة جبل لبنان.بل...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول