السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

المناهج الجديدة بين التسرّع والأحكام المسبقة... دعوة من "النهار" إلى نقاش مفتوح حولها

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
من داخل أحد الصفوف (نبيل اسماعيل).
من داخل أحد الصفوف (نبيل اسماعيل).
A+ A-
يحتار اللبنانيّون على ماذا يختلفون. لكن الأمر في حقيقته أنهم تباعدوا كثيراً، وأن حجم الخلاف والاختلاف في ما بينهم زاد على حدّه، بعدما تبدلت هوية البلد، ولم يجد بعد هوية بديلة يستقر عليها، بل صار أسير "هويات قاتلة"، وفق أمين معلوف.مناسبة هذا الكلام المناهج الجديدة التي تعدّها وزارة التربية، عبر المركز التربوي للبحوث والانماء (شكلاً)، والتي بدأت تُثير نقاشاً غير صحّي، على عكس ما يجب أن يكون، في قضية وطنيّة حساسة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمستقبل، لأنّ النظام التربوي هو المستقبل في عينه، مستقبل الأجيال، من خلال الفكر، والانفتاح، والعلوم على انواعها، والتربية بتشعباتها، وصولاً إلى الهوية والكيان، والدور اللبناني.لست دكتوراً في التربية، ولا في المناهج، بل متابع من موقعي الصحافي، مطّلع على بعض ما يدور في الكواليس، وعلى المسار التربوي مذ تسلّمت المهمة في جريدتي قبل أعوام كثيرة، وقبل أن أتركها إلى مهمّة أخرى.أقرأ اليوم عن مناهج جديدة، يستعجل القيّمون على إعدادها، إتمام العمل قبل منتصف الشهر الجاري لاشتراط الجهة المموِّلة إنهاء العقد القديم الممدَّد أو يسقط التمويل، ما يعني أنّ التمويل صار جزءاً أساسيّاً أو عاملاً محركاً لهدف مستعجل، ما يقتضي، غالباً، "سلق" العمل كما حصل في المناهج السابقة، المعتمَدة الى اليوم، العام 1997، عندما أراد الرئيس الياس الهراوي الاحتفاء بها قبل نهاية عهده، فسرّع إنجازها قبل ان تختمر في النفوس والنصوص.اليوم يدور جدل جديد حول المناهج، قديمها وجديدها، وعمّا إذا كان لبنان أجرى مراجعة علميّة دقيقة وتقويماً معمّقاً للمناهج القديمة لينطلق إلى مشروع جديد، أو إذا كان أفاد من عملية تقويم اشرف عليها الدكتور عدنان الأمين، على ما أذكر، وبرعاية مكتب اليونسكو، أم أنه يريد أن يسجّل إنجازاً، ولو شكليّاً، يحاكي الواقع من قرب، ولا يدخل إلى أعماقه، أو ربّما يستعجل لبنان الافادة من القرض بالعملة الصعبة لتحقيق منافع لبعض القيّمين على المشروع ليس أكثر؟الأسئلة كلّها مشروعة، بل واجبة، لأنّ كل نقاش في هذه الملفّات، مفيد في تحقيق مصلحة وطنيّة عليا، إذ إن إصدار مناهج جديدة ليس بالأمر السهل، ولا هو ممكن كل سنة، أو كل فترة زمنية، في بلد معقّد مثل لبنان، لم يتمكّن من إصدار كتاب للتاريخ منذ نحو ربع قرن، علماً أن لا حاجة الى كتاب تاريخ موحّد، ما دام تاريخ اللبنانيين غير موحّد، والنظرة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم