لا أدري لم يراودني شعور بأن في لبنان صاحب مقام ينظر إلى نظيره التونسي قيس بن سُعيد بعين الغبطة الأقرب إلى الحسد، لقدرته، وبقرار شخصي منه، على مصادرة كل السلطات، حتى القضائية، وتعليق عمل مجلس النواب، والإطاحة بالحكومات والوزراء. إعتاد العالم، على مر القرن الفائت، على الديكتاتورية كشكل من أشكال الحكم المطلق حيث تكون السلطات محصورة في شخص واحد كالملكية، أو في مجموعة معينة، كحزب سياسي، أو ديكتاتورية عسكرية. وحده الرئيس التونسي الحالي رسم ديكتاتورية مختلفة، في وقائعها، عما عُرِف من ديكتاتوريات، بين الحربين العالميتين ألأولى والثانية، وما بعدهما، كالفاشية والنازية والشيوعية، وما شابهها في العالم الثالث، من نماذج هزيلة إلى حد السخرية. فهذه، في أغلبيتها، استخدمت العنف، وحتى المفرط منه، لفرض سطوتها على المجتمع،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول