باسل خياط ودانييلا رحمة: لم تسلم الجرّة
Smaller Bigger

لا تسلم الجرّة في كلّ مرّة، وما شاهدناه في "تانغو" انكسر على ما يبدو وتناثرت شظاياه. تجرّأنا على الاعتراف بأنّ دانييلا رحمة شكّلت في الموسم الفائت مفاجأة #رمضان. استحقّت نثر الأرزّ على اسمها ورفع النجاحات عالياً على الأكتاف. تركت فرح حقائبها عند المحطة الثانية، وعادت أدراجها. تهمد اليوم في دور مجدولين ولا تُظهر تحوّلاً ملموساً. كأنّها دانييلا في يومياتها العادية، لا تقوم بأي شيء. على جانب آخر من "الكاتب" ("أل بي سي آي")، يبتلع باسل خياط، بشيء من المبالغة، الأصناف الموجودة على المائدة.

[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/Bwo2kSPnITk]]

كيمياء الثنائي حتى الآن ضئيلة، كأنّ بينهما مسافات. ربما لضرورات القصة (كتابة ريم حنا) المبنية على الجريمة، لا على "شرقطة" الحبّ وأثمان الخيانة. المسلسل مختلف عما يُعرَض، يملك مفاتيح اقتحام الأمسيات. يجعلنا نخشى الحُكم قبل إسدال الستارة. فكاميرا رامي حنا تُصوّر الصدمة على الوجوه، وأحياناً تتمهّل أمام برودتها. هذا كلّه قد يكون مُبرراً، فالعمل أمام حسابات مدروسة على القلم والورقة، منها تلك المتعلّقة بزجّك في دوّامة أو تسليمك للتيه والتردُّد، وتحريك كلّ ما هو ثابت في داخلك، حتى الثقة بأداء الأبطال. ومع ذلك، خياط يشطح (نترقّب تفسيراً للشطحات)، ورحمة في وضعية ثبات، بعضها لا يهتزّ بعمق، إن أحبّت أو خافت أو تألّمت أو حلّقت بسعادة عصافير الغرام.


الاتّكال على ثمار الماضي لا يُشبع بطوناً تترقّب وليمة جديدة. لا تزال مَشاهد رحمة في "تانغو" (رمضان 2018) حاضرة، أمام طلقة الرصاص والاختباء تحت السرير والبكاء والصراعات. اليوم، لا شيء من هذا المجد. مجدولين حتى الآن شخصية عادية بملامح عادية. تتفاعل باختصار، وتسير على مهل. تُقابِلها يد باسل خياط القابضة على عنق الشخصية، بالنظرات والشكل ونبرة الصوت. رجل يُنذر بتسونامي في أي وقت. يعصف حدّ الكاريكاتورية، ثم يلجم الانفعالات. يساعده أنّ الجميع في دائرة الشكّ، والحيرة طاغية. يفيد من المزاج السائد، أكثر من إفادة رحمة منه، وهذه ثغرة في الأداء أمكن تداركها. الانتظار سيحسم النتيجة. حتى الآن، هي ليست في مصلحة أحد.

اقرأ للكاتبة أيضاً: الصحافي المُستفزّ في "الكاتب" يظهر على حقيقته

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد