الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

محمد الشعار مات.."كيف سينجو اولادنا؟"

المصدر: - "النهار"
A+ A-


قصة الشاب محمد الشعار بمثابة الفجيعة. كل من رأى امس الصورة المركبة التي جمعت بين صورتين، احدهما تظهر محمد سليماً مع رفاقه قبل لحظات من انفجار "ستاركو"، والاخرى يبدو فيها ممدداً على الارض مضرجاً بالدم الذي يسيل من رأسه، كل من رأى هذه الصورة، تيّقن الثمن الكبير للصمود على ارض هذا الوطن-الجلجلة. كل من رأى الصورة، تساءل بحرقة "كيف سينجو اولادي غداً"؟، والتفجيرات باتت تضرب للبنانيين موعداً في كل منطقة وتوقيت، ومسارها الزمني المفتوح مرتبط بلعبة امم وادواتها من لبنانيين لا يرحمون ابناء شعبهم.


محمد، التلميذ في مدرسة "الحريري الثانية"، الذي امتلك احلاما كبيرة للدراسة والعمل، الذي احبه اصدقاؤه وكل من عرفه، فارق الحياة. توفي محمد بعد اصابته البالغة بشظية في الرأس، كما افيد من داخل مستشفى الجامعة الاميركية هذا الصباح، لينقطع بذلك رجاء كل من امضى الليل يتضرع لله من اجل ان يشفي محمد ويعيده الى عائلته واصدقائه الذين تداولوا امس الصورة التي جمعت الاصحاب قبل الانفجار، وتلك التي فرقتهم، آملين ان يعودوا ليلتقوا مجدداً. وهم تجمعوا امس في اروقة المستشفى للصلاة من اجل شفاء محمد. الدكتور محمد جواد خليفة قال لـ"النهار" ان "حال محمد كانت صعبة جدا لاصابته في الرأس وتعرضه لنزيف حاد".


لموت محمد خاصية الكابوس الذي يسيطر على كل لبناني يذهب اولاده الى المدرسة والجامعة والعمل كل صباح، ولا يعرف ان كانوا سيعودون. هل من فجيعة اكبر؟


موت محمد يجعل من اسئلة النجاة اولوية. ماذا نفعل لينجوَ اولادنا؟ ما السبيل؟ هل نهاجر؟ وماذا عن الذين لا يمتلكون القدرة على ارسال اولادهم الى الخارج وابعادهم عن جحيم الموت والظلام؟.


رحم الله محمد وساعد اهله واصدقاءه على تحمل مأساة فقدانه.


 * صدرت دعوات عدة لمشاركة شبابية حاشدة في تشييع الشهيد محمد الشعار غداً بعد صلاة العصر في مسجد الخاشقجي.


[[video source=youtube id=yA612HVyh3A]]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم