الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"أنقى هواء في العالم"... هنا كايب غريم الأوستراليّة

المصدر: "أ ف ب"
"أنقى هواء في العالم"... هنا كايب غريم الأوستراليّة
"أنقى هواء في العالم"... هنا كايب غريم الأوستراليّة
A+ A-

تختنق منطقة آسيا- المحيط الهادئ خلال هذا الموسم الذي تتفاقم فيه إجمالا مشكلات #تلوث_الهواء. لكن منطقة معزولة على جزيرة #تاسمانيا الأوسترالية تشكل استثناء لهذه القاعدة، حتى أنها تُصنف مرجعا عالميا للهواء النظيف.

مع مساحاتها العشبية الشاسعة ومياهها المتصلة بالمحيط الجنوبي، من الصعب تخيل شبه جزيرة #كايب_غريم في تاسمانيا كنقطة مرجعية للعلماء.

لكن منذ عام 1976، أصبحت هذه المنطقة موطنا لـ"محطة كايب غريم لتلوث الهواء"، وهي منشأة حكومية أوسترالية صغيرة ذات مهمة غريبة تتمثل في تعبئة الهواء.

ويقول المسؤول عن المحطة لوكالة "فرانس برس" سام كليلاند: "عملنا الأساسي هو العثور على أنقى هواء في العالم وقياس مستوى التلوث فيه".

وتتمثل أقرب نقطة من اليابسة لهذه المحطة في الأرجنتين غربا. أما جنوبا، فلا يوجد أي شيء باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

وتجعل هذه النقطة المنعزلة من المحطة موقعا مثاليا لجمع ما أطلق عليه كثيرون "أنظف هواء في العالم"، وهو الهواء الخالي من دخان عوادم السيارات والأدخنة الصناعية.

وعندما تهب الرياح من الجنوب الغربي، يلتقط كليلاند وفريقه عينة باستخدام آلات دقيقة.

في وقت تعاني أكثر المدن الملوثة في العالم لجذب المواهب أو معالجة الأمراض المزمنة، يحاول سكان كايب غريم الاستفادة من مدينتهم اقتصاديا.

فاللحوم المحلية تسوّق بربطها بنقاوة الهواء. وازداد عدد مزارع الرياح، بينما تعتبر السياحة قطاعا متناميا.

وأخذ مايك باكبي، وهو من شركة المياه في كايب غريم، الأمور إلى مستوى آخر، وهو يجمع الأمطار من "أنظف سماء على الأرض".

ويشرح ان "معظم المياه في العالم مصدرها مياه الينابيع... ونحن نعتمد على مياه الأمطار التي تتساقط فوق المحيط الجنوبي"، مشيرا إلى طعمها الحلو المذاق.

ويقول: "سنحصل على بعض الصوديوم (في المياه)، لكن بكميات قليلة جدا... في مياه الينابيع، نجد مستويات مرتفعة من الماغنيزيوم والنيترات والفوسفور والبوتاسيوم".

ويلفت إلى أن قياس نقاوة الهواء في المحطة ساهم في منح الانتاج المحلي أسبقية على منافسيه في الأسواق.

ويعترف بأن "هذا الأمر لم يكن سيحصل بلا وجود محطة المراقبة في كايب غريم".

ويقول: "نعم نحن نبيع الأوهام، لكن هناك معلومات جمعت خلال 43 سنة تؤكد أن أنقى هواء في العالم موجود هنا".

لكن حتى كايب غريم لا تملك مناعة ضد المستويات المتزايدة من التلوث.

عندما تهب الرياح من الشمال آتية من ملبورن أو سيدني، من المحتمل أن تلتقط الإشارات الكيميائية للمصانع العاملة في ذلك اليوم.

فقد التقطت المحطة مستويات عالية من الغازات المستنفدة للأوزون المتأتية من مناطق بعيدة جدا، على ما يقول كليلاند.

حتى أن الهواء الأكثر نقاء الذي يهب من الجنوب الغربي يتغيّر بسرعة.

ويضيف: "خلال الألفي سنة الماضية، يمكن رؤية أن مستويات ثاني أكسيد الكربون خصوصا كانت ثابتة أكثر من مستويات الغازات الدفيئة الأخرى".

وتُظهر الأجزاء العميقة من الجليد أن ثاني أكسيد الكربون كان يبلغ 275 جزءا في المليون خلال المليون سنة الماضية.

ويوضح كليلاند انه "بحلول الوقت الذي بدأنا فيه قياس ثاني أكسيد الكربون هنا عام 1976، كان هذا المستوى وصل إلى 330 جزءا (...) أما اليوم، فأصبح نحو 405".

وشكّل تخطي ذلك المستوى من جزيئات ثاني أكسيد الكربون في الهواء تحذيرا من أن سياسات الاحترار المناخي الموضوعة ليست كافية.

ومستويات ثاني أكسيد الكربون الموجودة حاليا في كايب غريم قريبة من مستوياته التي كانت موجودة في بعض المدن بداية الثورة الصناعية. ويقول كليلاند: "ما نراه الآن في الجو هو على الأرجح أمر غير مسبوق في تاريخ الكرة الأرضية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم