الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

لبنان المستقبل: أثينا أم سبارطة؟

سليم نصار
Bookmark
لبنان المستقبل: أثينا أم سبارطة؟
لبنان المستقبل: أثينا أم سبارطة؟
A+ A-
حدث هذا في ربيع 1994 بعدما شكّل رفيق الحريري حكومته الأولى في عهد الرئيس الياس الهراوي.كنت مسافراً الى بيروت على متن طائرة "الميدل ايست" عندما جلس شاب على المقعد المحاذي لمقعدي وقدم نفسه بصفة "الكابتن" فلان.وظننت للوهلة الأولى أنه من ضباط الجيش اللبناني. وعندما أقلعت الطائرة وابتعدت عن مطار "هيثرو"، علمت منه أن صفة "كابتن" لها دلالة أخرى تتعلق بمهنته كطيار مدني. لذلك كان ربّان الطائرة التي تقلنا يتعمد الخروج من غرفة القيادة، ويسأله الانضمام اليه.ولما أعرب عن اعتذاره عن عدم قبول دعوة زميله، سألته عن سبب إحجامه وتمنعه، فأجاب:- أنا ربّان هذه الطائرة، ولكنني اليوم في إجازة… وقبل أن يستفيض في شرح وضعه، بادرته بسؤال آخر:- لا أرى ما هو المانع من قبول دعوة زميلك في المهنة!وهزّ رأسه معترضاً، وأكمل يقول: لا أريد أن أعرّض نفسي للمساءلة في حال كان بين الركاب واحد من موظفي أياتا (أي اتحاد النقل الجوي الدولي).أجبته مستوضحاً: وما دخل الـ "أياتا" في هذا الشأن؟وردّ على الفور مستطرداً: إن نظام الطيران الذي يشرف الاتحاد على مراقبته يحظر وجود قائدين في وقت واحد خلف مقود الطائرة. صحيح أن هناك مساعداً في غرفة القيادة… ولكن الصحيح أيضاً - لا سمح الله - أنه في حال تعرضت الطائرة لخلل ميكانيكي أو لعاصفة هوجاء، فالكابتن الجالس وراء المقود وحده مسؤول عن أخذ زمام المبادرة، وهذا ما يمنعني من الدخول الى غرفة القيادة لئلا يربك وجودي القائد المكلف بهذه الرحلة.بعد أسبوع من وصولي الى بيروت، كتبت مقالة رمزية مستوحاة من هذه الواقعة، قلت فيها إن "لبنان - الطائرة" رهين ثلاث قيادات ممثلة برفيق الحريري والياس الهراوي ورستم غزالة. لذلك من الصعب هبوطها على مدرج السلامة بأمان. (ولم أذكر في حينه حزب الله لأن نفوذه الحقيقي بدأ عقب حرب 2006).وبالمقارنة مع طائرة الحكومة الجديدة التي استأنفت رحلتها الشاقة بعد تسعة أشهر، فإن عدد قادتها تجاوز...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم