الإثنين - 17 حزيران 2024

إعلان

معاصر الزيتون في الشوف: صراع بين الحجر و"التوربين"

الشوف – عامر زين الدين
A+ A-

تشهد معاصر الزيتون في الشوف صراعاً هذه الآونة بين القديم والمتطور، أو بين "الحجر" و"التوربين". ففي حين يتهم الأول خصمه "التكنولوجي" بأن آلاته الحديثة تحرق الزيت بحرارتها العالية وتفقده جودته وتقلّص من عمره، واضعاً كل الحق على "الطليان" الذين يشجعون على مثل هذا التطور، ويستقدمون انواعاً شتّى من المعدات لفرض السيطرة وتعزيز النفوذ، يدافع الثاني عن رفضه البقاء على مخلفات "العصر الحجري" والبدائي، داعياً الى نقلة نوعية متطورة تسهم في تقديم مواصفات عالية الجودة وبزيادة الطاقة الإنتاجية من 4 الى 30 طناً يومياً.


لا تزال منطقة الشوف تحافظ على الطابع التراثي القديم في القسم الاكبر من معاصر الزيتون. وتعتمد 4 معاصر يعود عمرها الى حوالى 50 عاماً، طريقة العصر على جرن كبير يدور في وسطه حجرين صخريين يجرشان الزيتون، ومن ثم تنقل المواد المطحونة الى العقد حيث يتم استخراج الزيت منها عبر الضغط.
ولفت احد القيمين على معصرة المختارة القديمة وجدي باز الى "الاقبال الكثيف لمزارعي الزيتون وخصوصاً المسنين منهم، على المعاصر القديمة، لأن زيتها يكون سميكاً اكثر وعمره أطول بسبب عصره على البارد وعدم تعرّضه للحرارة التي ترقّقه وتفقده لونه".
واضاف "إن احجار الصخر التي تجرش ثمار الزيتون على البارد، تُبقي الزيت على طعمه الاصلي ولا تعرضه للتحلل". ويوافق على ذلك بهيج البتديني، صاحب معصرة كفرنبرخ التي تعتمد الطريقة القديمة ايضاً، ويقول: "معظم المزارعين المسنين، اي اصحاب الخبرة، لا يعصرون زيتهم الا وفقاً للطريقة القديمة".
اما استاذ الزراعة نضال الاشقر، فيؤكد "ان المعاصر المتطورة التي ترتكز على "الطرد المركزي"، هي انظف واسرع من المعاصر القديمة ويتمتع زيتها بالجودة". وعلل اسباب تهافت المزارعين على الطريقة القديمة، بأنهم "غير معتادين عليها لا اكثر ولا اقل، ويحتاجون الى وقت ليتماشوا مع الطريقة الحديثة التي تفصل الزيت عن المياه بوسائل متطورة لا تتدخل فيها اي يد عاملة. كذلك يرغب بعضهم بالعصر الحديث لأنه سريع وغير مكلف، ويوفر ربحاً لصاحب المعصرة بسبب قلة الايادي العاملة والسرعة في تنفيذ العمل".
علماً ان أهالي منطقة الشوف يعتمدون على موسم الزيتون باعتباره موسم بركة وينتج سنوياً كميات كبيرة، لكن المشكلة الاساسية التي تتكرر سنوياً تكمن في تصريف الزيت الذي لا يزال بعضه يقبع في الخوابي منذ أعوام من دون تصريف.
وقد حدد جزء من المزارعين والتجار سعر صفيحة الزيت بنحو 100دولار، باعتباره ذات جودة عالية ولا يتغيّر طعم الزيت لسنوات عدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم