الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

وصلنا إلى القمر وفشلنا في إيجاد علاج سريع للسل!

المصدر: "النهار"
وصلنا إلى القمر وفشلنا في إيجاد علاج سريع للسل!
وصلنا إلى القمر وفشلنا في إيجاد علاج سريع للسل!
A+ A-


مع اجتماع قادة العالم في أول قمة أممية حول مرض السل في نيويورك هذا الأسبوع، دعت منظمة "أطباء بلا حدود"، المنظمة الطبية الإنسانية الدولية، حكومات العالم لإنقاذ المزيد من الناس من خلال تعزيز وسائل فحص السل وعلاجه، والالتزام بتعهدات فعلية لتطوير أدوات تكون أكثر فاعلية وأسهل استخداماً للقضاء على السل في المستقبل.

وتُظهر بيانات عالمية جديدة حول مرض السل نشرتها منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن الاستجابة لهذا المرض المعدي الأكثر فتكاً في العالم ما زالت ضعيفة وبطيئة، حيث لقي 1.6 مليون إنسان حتفهم بسبب المرض في عام 2017، كما أصيب 10 ملايين شخص بالسل في 2017. وما زال نقص التشخيص ونقص الإبلاغ عن حالات السل يشكلان أكبر تحديين: ففي كل عام من الأعوام السبعة الماضية، كان أكثر من ثلث الأشخاص المصابين بالسل غير مشخصين.

الأدوية الجديدة خارج متناول 90% من الناس

وأحد أهم الأسباب الكامنة وراء النتائج المروعة لهذا التقرير هو بطء الحكومات في تعزيز أدوات فحص وعلاج السل المتوافرة اليوم، فعلى سبيل المثال كانت أول مرة توصي فيها منظمة الصحة العالمية باستخدام الدواء الفموي الجديد "بيداكويلين" لعلاج السل المقاوم للأدوية في عام 2013. إلا أن تناول بيداكويلين والأدوية الجديدة الأخرى ما زال بطيئاً جداً إذ أنها خارج متناول نحو 90 في المئة من الناس الذين كان من الممكن أن يستفيدوا منها في عام 2017.

ومع قيام منظمة الصحة العالمية أخيراً بالتوصية باستخدام بيداكويلين دواء أساسياً لجميع المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة – بدلاً من الأدوية التي تُعطى بالحقن – يتوجب على الحكومات التحرك بسرعة لتحسين توافر نظم علاجية أكثر أماناً وفاعلية وخالية من الحقن.

تفشي السل حول العالم

وفي هذا السياق قالت الدكتورة غابرييلا فيرلازو، مستشارة شؤون السل/فيروس نقص المناعة البشرية في الوحدة الطبية التابعة لأطباء بلا حدود في جنوب إفريقيا: "لقد شاهدنا الكثير من حالات الوفاة المؤلمة التي كان يمكن تفاديها في بلدان نعمل فيها لأن الناس ما زالوا لا يحصلون على فحوص وعلاجات السل الأفضل المتاحة والتي هي أكثر فاعلية وآثارها الجانبية الشديدة أقل".

وأضافت: "سيكون لدى قادة العالم يوم 26 أيلول فرصة تاريخية لتغيير مجرى الأمور في ما يخص تفشي السل حول العالم من خلال قطع تعهدات أكيدة لتعزيز أدوات جديدة للتشخيص والعلاج الفعالَين لهذا المرض وبسرعة".

السل المقاوم للأدوية المتعددة

وعلى مدى عقود من الزمن ما زال هنالك نقص مزمن في تمويل البحث والتطوير لفحوص وعلاج السل. فمعظم الوسائل المتاحة لعلاج السل لم تتغير كثيراً منذ أربعينيات القرن الماضي، ولم يتم تطوير سوى دواءين جديدين على مدى الخمسين سنة الماضية. واليوم لا يحظى سوى 25 في المئة من المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة بالتشخيص والعلاج المناسبين.

أما الأشخاص "المحظوظون" بما فيه الكفاية لبدء العلاج فيشرعون في رحلة علاج مؤلمة تمتد لعامين وتتضمن أخذ نحو 170 حقنة وأكثر من 12,000 قرص دوائي، ويمكن لكلا العلاجين أن يتركا آثاراً جانبية قاسية قد تشمل الصمم والذهان وحتى الانتحار. أما معدلات الشفاء من السل المقاوم للأدوية المتعددة فهي متدنية إذ أن نحو 55 في المئة فقط من الذين يتلقون العلاج يشفون من المرض.

وفي حين أن هنالك عدة وسائل جديدة متوافرة اليوم يتوجب على الحكومات أن تعززها على الفور، كدواء بيداكويلين، إلا أنه لا يوجد حتى الآن علاج سهل وسريع للسل. ولكي نقلب مجرى هذا الوباء ونحد منه بشكل فعال يجب أن يتم بشكل عاجل تطوير علاجات محسَّنة وفحوص تشخيصية سريعة وبسيطة ولقاحات فعالة للكبار وللأطفال على حد سواء.

فشلنا في إيجاد علاج بسيط للسل

وفي هذا السياق أكد شارونان لينش مستشار شؤون مَرَضَي فيروس نقص المناعة البشرية والسل في حملة توفير الأدوية الأساسية لدى "أطباء بلا حدود" انه: "كيف يُعقَل أننا قبل أكثر من ستين سنة تمكنَّا من الوصول إلى القمر وسبر أعمق نقطة في المحيط، ومع ذلك مازلنا نشهد معاناة ووفاة مصابين بهذا المرض الذي يعد أحد أقدم الأمراض في التاريخ البشري، وذلك لأننا فشلنا في إيجاد علاج سريع وآمن وبسيط للسل"؟

مضيفاً ان "كل ما يتطلبه الأمر لإيجاد علاج أسرع وأبسط وأكثر أماناً للسل هو أن تولي الحكومات اهتماماً وتجعل هذه القضية أولوية سياسية. يتوجب على قادة العالم هذا الأسبوع أن يعزموا أمرهم ويتحلوا بالمسؤولية الجماعية لمكافحة هذه المشكلة الصحية العالمية كي لا نستمر في فقدان إنسان بسبب السل كل 18 ثانية".

التزامات جريئة

بالرغم من التحديات الكثيرة التي يفرضها مرض السل إلا أن التزامات الحكومات بدعم وتكثيف البحث والتطوير في ما يخص السل لم تكن كافية على الإطلاق إذ توجد فجوة تمويل قدرها 1.3 مليار دولار سنوياً. على الحكومات أن تنبري وتعزز تمويل الأبحاث وتحشد في الوقت نفسه المجتمع البحثي وتدعم نماذج بحثية تعاونية جديدة.

وأضاف لينش: "على الحكومات أن تتوقف عن التقليل من الاهتمام بالسل في مجال البحث والتطوير المتعلق بالمرض وأن تبدأ في دعم البحث والتطوير التعاوني الذكي مع وعدٍ بجعل الأدوات الناتجة متاحة وبأسعار معقولة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم