إذا كانت الرياضة دليل رقي وحضارة في العالم، فإننا في لبنان لا نعيش هذا الواقع إطلاقاً.
والمتعارف عليه أن أهل الرياضة ينتخبون من يمثلهم إدارياً، لكي يأتي التمثيل مثالياً، لكن في لبنان، الرياضة، ويا للأسف، باتت تخضع للطائفية أحياناً وللمناطقية أحياناً أخرى، وصولاً الى التبعية السياسية.
هذا الأمر يجعل الرياضة في "بلاد الأرز" غير قادرة على مجاراة التطور في العالم أو حتى الدول القريبة منا. وعلى سبيل المثال، هناك "عُرف" أن يكون رئيس اتحاد كرة السلة مسيحياً ورئيس اتحاد كرة القدم شيعياً ورئيس اتحاد الجمباز سنياً... هذا الواقع ينطبق على النوادي أيضاً.
هذه "النقطة السوداء" في الرياضة، تقف عائقاً أمام تحقيق الميداليات والالقاب العالمية والأولمبية، في ظل عدم وجود أي رقابة من وزارة الشباب والرياضة لسياسة الاتحادات والأندية على السواء.
ووصلت الأمور حدّ أن معظم البعثات الرياضية تخضع لمبدأ الـ "6 و6 مكرر"، أي أن تسمى تسمية تلك البعثات على أسس طائفية ومذهبية وليس على مبدأ الكفاءة.
فإذا كنا نريد أن نصنع وطناً رياضياً علينا السير عكس التيار المتعارف عليه، أي البدء بالتغيير من "رأس الهرم" نزولاً إلى القاعدة، وبعد ذلك تبدأ الانطلاقة من القاعدة صعوداً إلى النجومية والالقاب.
أخيراً، نأمل أن تصبح لدينا سياسة رياضية لا رياضة مُسيّسة، حتى نخرج من دوامة "دقّ المي مي".