السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل أصاب كيم إحدى مدنه في تجربة صاروخيّة فاشلة؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
هل أصاب كيم إحدى مدنه في تجربة صاروخيّة فاشلة؟
هل أصاب كيم إحدى مدنه في تجربة صاروخيّة فاشلة؟
A+ A-

في 28 نيسان الماضي، اختبرت كوريا الشماليّة صاروخاً بالستيّاً متوسّط المدى "هواسونغ 12" وانتهت النتيجة بأن تفتّت في الفضاء. أو على الأقلّ هكذا ظنّ المسؤولون الأميركيّون حينها. لكنّ تقارير جديدة نقلتها مجلّة "ذا ديبلومات" عن مصادر حكوميّة أميركيّة، أشارت إلى أنّ الصاروخ البالستيّ سقط في مدينة توكشون الواقعة على بعد 140 كيلومتراً تقريباً شمال العاصمة. ويقطن المدينة المذكورة حوالي 200 ألف مدنيّ.  


ستّة صواريخ فشل نصفها

أطلقت كوريا الشماليّة ستّة صواريخ متوسّطة المدى في السنة الماضية، نجح نصفها فقط في الوصول إلى هدفه. على الرغم من هذا الفشل، يبقى "هواسونغ 12" هو القاعدة الهندسيّة الأساسيّة للصواريخ البالستيّة الطويلة المدى التي بإمكانها أن تصل إلى الولايات المتّحدة والمعروفة بجيلها الجديد "هواسونغ 14". تشير المجلّة إلى أنّ السلطات الكوريّة أطلقت الصاروخ من منشأة بوكشانغ العسكريّة والقريبة من توكشون، إذ إنّ الصاروخ فشل بعد إطلاقه بوقت قصير جدّاً. وقد سقط على مجمّع من الأبنية الزراعيّة والصناعيّة الأمر الذي تسبّب ب "ضرر ملحوظ" هناك بحسب تعبير المجلّة.



معلومات وصور

وكتب معدّا التقرير، المتخصص في تحديد المواقع الجغرافية والباحث في مركز "جايمس مارتن" لدراسات حظر الانتشار دايف شيملر، والباحث في الشؤون الكوريّة أنكيت باندا، أنّ الصاروخ بالكاد حلّق على علوّ 70 كيلومتراً لمدّة دقيقة واحدة قبل أن يتحطّم. وتمكّن الباحثان من تحديد الموقع عبر المصادر الحكوميّة التي تحدّثت إليهما. تمكّنا أيضاً من التدقيق بالموضوع من خلال دراسة عدد من الصور التي تؤمّنها "غوغل" ومقارنتها بين شهري نيسان وأيّار والتي أظهرت الفارق في مباني المجمّع المتضرّر قبل وبعد التجربة الفاشلة.


حين أطلق كيم "هواسونغ".. فوق اليابان

أظهرت هذه التجربة مخاطر داخليّة لكن أيضاً خارجيّة. فقد كانت هنالك احتمالات جدّيّة في أن يسقط هذا الصاروخ على مجمّع سكنيّ حاصداً عدداً كبيراً من الأرواح، علماً أن لا معلومات بعد عمّا إذا كان هنالك من ضحايا داخل المجمّع الصناعيّ في توكشون. أمّا الأخطر من ذلك، فكان ما ذكّر به الكاتب راين بيكرل من موقع "ذا دايلي كولر" حول إعادة كيم إجراء هذه التجربة لاحقاً من العاصمة الكوريّة نفسها. وكانت بيونغ يانغ قد وجّهت "هواسونغ 12" ليحلّق فوق اليابان خلال أواخر شهر آب الماضي، في تجربة لو فشلت كانت ستؤدّي إلى حرب إقليميّة ودوليّة على الأرجح.



"الأسوأ منذ الحرب العالميّة الثانية"

يأتي تقرير "ذا ديبلومات" في وقت أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن "لا مبالغة في القول إنّ البيئة الأمنيّة المحيطة هي الأسوأ منذ الحرب العالميّة الثانية"، وقد دعا إلى زيادة الضغوط على كوريا الشماليّة من أجل حلّ الأزمة بشكل نهائيّ. وفي الثاني من هذا الشهر، أبلغ مسؤولون أميركيّون شبكة "أن بي سي" أنّ هنالك احتمالاً لإطلاق كيم تجربة صاروخيّة جديدة في الأيّام المقبلة، وقد يكون الاحتمال "مرجّحاً" بحسب المسؤولين أنفسهم. وكان الرئيس الأميركيّ دونالد #ترامب قد ردّ على تهديدات الزعيم الكوريّ عبر تغريدة له يؤكّد فيها أنّه يملك زرّاً نوويّاً "أكبر وأقوى بكثير" ممّا لدى كيم واصفاً إيّاه بأنّه زرّ "يعمل أيضاً"، في إشارة إلى فشل بعض التجارب الصاروخيّة لبيونغ يانغ.


بصيص أمل؟

لكن على الرغم من هذا التوتّر، قد يكون هنالك بصيص أمل يلوح في أفق التوتّر المخيّم على شبه الجزيرة. دعت كوريا الجنوبيّة نظيرتها الشماليّة لإجراء محادثات على مستوى رفيع في التاسع من الشهر الحاليّ. وفي خطوة لافتة، وافقت كوريا الشماليّة اليوم الجمعة على دعوة سيول لإجراء هذه المحادثات يوم الثلاثاء المقبل، وفقاً لما أعلنته وزارة التوحيد في كوريا الجنوبيّة التي تهتمّ بملفّ العلاقات الثنائيّة بين البلدين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسيّة عن مسؤول في الوزارة قوله إنّ "كوريا الشماليّة بعثت لنا رسالة هذا الصباح تشير إلى قبولها الاقتراح بإجراء محادثات في التاسع من كانون الثاني".



مخاطرة

إن وافقت الكوريّتان على المحادثات وعقدتاها فعلاً في الأيّام المقبلة، فبالإمكان عندها الحديث عن احتمال سحب فتيل توتّر كبير في المنطقة. فحادثة فشل التجربة الصاروخيّة في نيسان الماضي هي عامل تفجيريّ مضاعف للأزمة فوق شبه الجزيرة، إذ إنّ تعمّد إطلاق صواريخ تعاني من نسب فشل مرتفعة، فوق أو بالقرب من مناطق داخليّة أو إقليميّة مأهولة هو مخاطرة كارثيّة. عندها، لن تعود التحليلات المرتبطة بأنّ كيم لن يكون مطلق الرصاصة الأولى في أي حرب ذات مغزى سياسيّ، طالما أنّ تجاربه قد تسقط عدداً من الضحايا أكان قصداً أم خطأ.




اقرأ أيضا: بيونغ يانغ وافقت على عرض سيول إجراء محادثات الاسبوع المقبل

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم