الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

شاشة - أمل عرفة، فقط لو أُعطيت ما تستحق!

فاطمة عبدالله
شاشة - أمل عرفة، فقط لو أُعطيت ما تستحق!
شاشة - أمل عرفة، فقط لو أُعطيت ما تستحق!
A+ A-

لم تُمنَح أمل عرفة في شخصية هيفا دوراً يجعلها تفجّر روح الممثلة. انتظرنا حتى الحلقة 26 من "جريمة شغف" لنرى الممثلة في داخل عرفة تتحرّك. فاض شيءٌ من الخفوت في ملامح الشخصية، وعرفة في العادة تبتلع الأدوار حتى نقطة الماء الأخيرة.


مرَّت حلقات كرَّست حضوراً عابراً لاسم هو في الوجدان والذاكرة، فجاء خيار المشاركة في هذا المسلسل (كتابة نور شيشكلي، إخراج وليد ناصيف - "الجديد"، "إيه آر تي حكايات") عشوائياً، مضطرباً، كأنّه متسرّع غير مدروس باتقان، إلى أن قدّمت لحظات رثاء عميقة، وحدها الممثلة الحقيقية تجيدها باحتراف يوجع القلب.
تعاني هيفا في المسلسل مشكلة صحية تحول دون حماسة الإقدام على أفراح الحياة. أرادت الحبّ أن يغيّرها؛ فيكون مغامرتها الكبرى من أجل لحظة عظيمة لن تتكرّر، بعدما أرجأت مراراً تجربة الارتباط برجل. خوف الأم (منى واصف، الإنسانة العميقة بكلّ الأدوار أمام الكاميرا) على قلب ابنتها، حذّرها من الزواج، ولم يُرد لها الضربة القاضية، فقلب الابنة الضعيف لا يتحمّل الحبّ والأمومة. وحين تزوّجت، قدّمت منى واصف أداء حقيقياً عن أم مذعورة، تنتظر في أيّ لحظة خبراً سيئاً يصفعها ويرميها في الوجع. ثم باغتها القدر، فسبقت ابنتها إلى الموت. أمام هذا المشهد، أثبتت عرفة أنّها الممثلة المظلومة في المسلسل الظالم. على ذلك السرير في المستشفى، استفاقت فوجدت الأم جثة على الكرسي تحرسها. طرق الموت الباب ففتحت له، أو ربما ماتت لتكون كبش محرقة ابنتها. تألّقت عرفة في صدمتها، كأنّها أمام أمٍ حقيقية تموت بهذا الشكل القاسي، ولا تترك وراءها سوى انكسارات ابنة مذنبة. مؤسف أنّ المسلسل حجَّم دور عرفة ولم يمنحها ظهوراً تستحقّه، فمرّ حضورها في الموسم الرمضاني عابراً وعادياً كأنّها لم تخض منافسة شرسة. حال منى واصف ليست أفضل، وإن تنقّلت بين الأدوار والمسلسلات، وتركت حيث تستقرّ شيئاً من عطرها. بعض النصوص مأساة الممثل.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم