الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مبادرة "Basecamp" عزّزت مفهوم التكافل الاجتماعي: مساعدات عينيّة للمتضررين من الانفجار

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
متطوعين من مبادرة "Basecamp" (إنستغرام").
متطوعين من مبادرة "Basecamp" (إنستغرام").
A+ A-
متى تقاعست الدولة يُثبت المجتمع المدني جدارةً وكفاءة في تسديد الحاجات، وتأمين بدائل عن كلّ العثرات التي لم تعالجها الحكومات، والتي طاولت أبسط حقوق مواطنيها. جريمة المرفأ، وما تبعها من تقاعس وتقاذف للمسؤوليات، خير دليل. والمبادرات الجماعية، المنبثقة من المنظمات الأهلية وتجمّعات المجتمع المدني، جاءت لتخفّف وقع الأزمة على اللبنانيين. وآخرها، مبادرة "Basecamp"، تحت عنوان "من تحت الردم".
 
المبادرة قديمة- جديدة، هي وليدة مجهود تجمّع "منتشرين" المتكامل، الذي بذله شباب من المجتمع المدني، مذ اندلعت انتفاضة 17 تشرين. تقوم على المساعدة غير المشروطة، وتمدّ يد العون لكلّ من يقرع بابها. "نجمع أرقام هواتف الأشخاص الذين تضرّروا، وقد خصّصنا فريق متطوّعين لمساعدتهم ولتقديم المواد الغذائية والأدوية والمياه والملابس، وغيرها من التبرعات التي يمنّ بها المحسنون"، يشرح الناشط جواد عبود.
 
"يحتاج البلد مجهوداً كبيراً"، يقول جواد. إذ إنّ أزمات عدّة تضيّق الخناق على اللبنانيين. أزمة اقتصادية، وأخرى اجتماعية، وثالثة صحية، ومؤخراً، أزمة أمنية. نتيجة تقاعس حكومات متعاقبة تُرمى دفعة واحدة على كاهل المواطن، فيهبّ أخوه للمساعدة، بينما يقف المسؤولون مكتوفي الأيدي.
 
بعد انفجار المرفأ، تبلورت فكرة الـ"BaseCamp"، الخيمة المتواضعة التي نصبها عبود ورفاقه في الجميزة، فتحوّلت إلى قِبلةٍ للمحسنين الذين أمّنوا الفريق على تبرّعاتهم. جهّز الشبان أنفسهم لخدمة المدينة المنكوبة وأبنائها. أجروا فحوص PCR، والنتائج أتت سلبية. فرضوا إجراءات وقائية لحماية أعضاء المجموعة من فيروس كورونا. يُدرك عبود أنّ مسؤولية حماية المجتمع تقع على عاتق أفراد المجتمع المدني، كغيرها من المسؤوليات.
 
كمّية الاتصالات التي ترد يومياً هائلة. المدينة منكوبة بكل ما للكلمة من معنى، والكلّ بحاجة لمساعدة. ساهم الفريق في تنظيف البيوت ورفع الأضرار وإزالة الركام، في الأيام القليلة الأولى التي تلت الانفجار، وسرعان ما تحوّل عملهم إلى مشروع إنقاذ مجتمعي، قام على سدّ الحاجات الملحّة كافة، التي ولّدتها كارثة المرفأ. وبمساعدة مع شركة "Toters"، استطاعت المبادرة إيصال أكبر عدد من المساعدات عبر الاستفادة من فريق التوصيل ودرّاجاته النارية.
 
"نقوم بما نقوم به من كلّ قلبنا"، يقول عبود. المشروع المتكامل عزّز التكافل الاجتماعي، عرّى تقاعس الدولة، وسلّط الضوء على أهمية الاستحداث والاصلاح المؤسساتي، في وقت ارتفع خط الفقر الوطني في لبنان من نحو 28 في المئة عام 2019، إلى 55 في المئة حتى أيار 2020. فيما ارتفعت نسبة الفقر الشديد من 8 في المئة إلى 23 في المئة، بحسب آخر دراسة أطلقتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، "الأسكوا"، الشهر الماضي، وخلصت إلى اعتبار أن 55 في المئة من اللبنانيين باتوا فقراء مع حلول أيار 2020.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم