الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

400 إصابة يومياً بكورونا... مخباط لـ"النهار": أخشى سيناريو فرز المرضى"بين يلّي بيتعالج ويلي لأ"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
400 إصابة يومياً بكورونا... مخباط لـ"النهار": أخشى سيناريو  فرز المرضى"بين يلّي بيتعالج ويلي لأ"
400 إصابة يومياً بكورونا... مخباط لـ"النهار": أخشى سيناريو فرز المرضى"بين يلّي بيتعالج ويلي لأ"
A+ A-

ما قبل 4 آب ليس كما بعده، وما قبل كورونا ليس كما بعده، علينا أن نعي هاتين الحقيقتين حتى نتعامل مع هذا الفيروس الذي استوطن قرانا ومناطقنا. لم نعد نحتمل خسارة عزيزٍ آخر، يكفينا ما خسرناه بعد الانفجار الدامي الذي أثكل مدينتنا. لم نعد نحتمل أن ندفن روحاً جديدة أو أن نموت على أبواب مستشفيات لأنها عاجزة عن استقبالنا، لم نعد نحتمل أي شيء، والأسوأ لم نعد نملك سوى الوعي لمواجهة ما نحن مقبلون عليه وإلا... الكارثة!

لستُ أتحدث من باب التهويل ولكن نعرف جميعنا أن مستشفيات بيروت تنزف بداخلها، هي التي كان يُعوّل عليها المعنيون لمحاربة كورونا، تناجي اليوم طلباً للمساعدة للوقوف من جديد. أما المستشفيات الحكومية تعاني ما تعانيه ولم نتمكن من تجهيزها كما كان مخططاً لها، والأموال "طارت هباءً" ولا نعرف كيف صُرفت ومتى!

اليوم نحن نُصارع للبقاء، وما كنا نتحدث به من باب السخرية قد يُصبح حقيقة مرّة نختبرها في حال لم نتدارك الموضوع "اذا ما متنا من الانفجار منموت من كورونا". هل نحتمل اقفال البلد الذي ما زال يلملم أجزاءه وأشلاءه بعد هذه الكارثة التي ألمّت بنا؟ هل نحتمل مسألة اختيار "بين يلي بيتعالج ويلي بينترك"؟ هل نحتمل السيناريو الكارثي الذي اختبرته ايطاليا وقد يتكرر في لبنان في حال لم نلتزم بالإجراءات وتدابير الوقاية؟

يبدو واضحاً أن لا قدرة لنا على اقفال البلد بالكامل مجدداً، أقله في هذه الفترة المأسوية التي نمرّ بها، وعليه يكون خيار عزل المناطق والأحياء البديل في الوقت الراهن، فهل يكفي ذلك لاحتواء الفيروس؟

يوضح الإختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط لـ"النهار" أننا "كنا نتوقع الوصول إلى مرحلة تفشي الفيروس إلا أننا لم نكن نتوقع الانفجار الذي أنهك القطاع الصحي بشكل كبير. لا أخفي أننا كنا نتوقع ارتفاعاً في حالات كورونا والسبب يعود إلى غياب الانضباط وعدم الالتزام بالإرشادات الوقاية وعدم ارتداء الكمامة وغسل اليدين. بل ما يجري أخطر من ذلك حيث نشهد على تجمعات كبيرة وحفلات وأعراس لننتقل من مرحلة تفشٍ جزئي إلى مرحلة تفشٍ كامل للفيروس. وعليه، يصعب احتواء الفيروس في الوقت الحاضر، وأملنا الوحيد في اقناع الناس بالالتزام بالتدابير والاجراءات، فإما يقتنعون أو سنشهد على مزيد من الحالات فالكارثة"!

وعن اقفال البلد في ظل هذه الظروف، يشدد مخباط على أنه يستحيل إقفال البلد، "ما بقى في بلد لنسكرو والناس تأذّت بما فيه الكفاية". ولذلك، السيناريو الكارثي الذي قد نصل إليه في حال بقي مسار كورونا إلى ارتفاع، أن نشهد على فرز للأشخاص والمرضى، حيث نختار بين الشخص الذي نعالجه ويدخل إلى المستشفى وبين الشخص الذي لا نعالجه. هذا ما يقلقني اليوم، أن نختبر ما قد اختبرته ايطاليا في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس لديها. وحقيقة أنا خائف جداً من الوضع الذي قد نكون مقبلين عليه".

إذاً نحن لا نملك سوى هذا الحل للتعامل مع هذا الوضع، وفق مخباط "على وزارتيّ الصحة والداخلية اتخاذ الإجراءات الصارمة واللازمة لمعاقبة المخالفين من جهة، وعلى الناس أن تتحلى بالمسؤولية والوعي لردع هذه الكارثة الصحية التي قد نصل إليها. ما نراه اليوم أشبه بالخيال "التجمعات والسهرات والحفلات على مصراعيها"، حتى أنني اتصادم مع الناس وأختلف معهم عندما أطلب منهم ارتداء الكمامات. الناس لا تعي خطورة الوعي "الناس بلا وعي"، والدولة غائبة في تطبيق القانون. فكيف نتوقع من الناس أن يطبقوا القانون في ظل غياب أي محاسبة أو عقاب من الدولة"؟

نحن نعيش مرحلة صعبة ودقيقة وعلى الناس أن تتحلى بالمسؤولية، وأن لا تعيش ازدواجية في التعامل مع الفيروس، فمن جهة تتهافت الناس إلى المختبرات لإجراء فحص كورونا خوفاً من الاصابة، وفي المقابل لا تتخذ الحد الدنى من اجراءات الوقاية. لذلك أقول لهم "عدم التعرض للخطر والتجمعات وزحمة الناس والالتزام بالوقاية أفضل من 100 فحص كورونا من دون وقاية في المقابل".

ويختم مخباط حديثه بالتوجه برسالة إلى اللبنانيين، قائلاً: "أطلب من الناس وأتوسل إليهم الالتزام بالارشادات وارتداء الكمامة وغسل اليدين والحفاظ على التباعد الاجتماعي لأنها السبيل الوحيد للوقاية والتخفيف من عبء هذه الكارثة الصحية. أما الدولة، فلقد فقدت أملي بها، ولا أظن في الوقت الحاضر أن الدولة قادرة ان تقوم بأبسط مهامها وتطبيق القانون. ومشكلتنا اليوم أن الناس لم يعد لديها ثقة بالدولة، وبالتالي على الناس إما تحمل مسؤولياتهم أو نحن أمام كارثة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم