الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

فريق لبناني واعد في باريس يختبر مادة بديلة عن الفيول... طاقة متجددة

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
فريق لبناني واعد في باريس يختبر مادة بديلة عن الفيول... طاقة متجددة
فريق لبناني واعد في باريس يختبر مادة بديلة عن الفيول... طاقة متجددة
A+ A-

في حين يعاني لبنان من شحّ في موارد الطاقّة التقليديّة والكهرباء ومن أزمة معالجة النفايات، يُساهم فريق صغير من المغتربين اللبنانيّين في فرنسا، في عمليّة تطوير وتسويق بيوميثان، بديل عن الفيول. ينطلق إعداده من إنتاج البيوغاز، طاقة متجدّدة ناتجة عن هضم لاهوائي لنفايات عضويّة؛ يمكن استعماله لتوليد الكهرباء والتدفئة، يُنقّى ليُضَخّ في شبكة الغاز الطبيعي وليُستَخدم أيضاً كوقود للسيارات بدل البنزين.

حسب موقع وزارة التحوّل الإيكولوجي والتضامني Ministère de la transition écologique et solidaire، تسعى فرنسا للمساهمة بفاعلية للحدّ من التغيّر المناخي والحفاظ على البيئة وتعزيز استقلالها في مجال الطاقة.

وهي تستعدّ لعصر ما بعد البترول عبر إنشاء نموذج مستدام لمواجهة تحديّات إمدادات الطاقة وتبدّل الأسعار واستنفاد الموارد. من ضمن خطّة الدولة، حفظ حقّ الفرد في الحصول على الطاقة من دون تكلفة باهظة واعتماد معايير موارد الأسرة، الاجتهاد لخلق عشرات آلاف فرص العمل ورفع الناتج المحلّي الإجمالي، تطوير الطاقات المتجدّدة والاقتصاد الدائري وتقليص حجم النفايات بدءاً من الفرز من المصدر.

ويروي الدكتور رامي خضرا المتخصّص في الطاقة المُعالجة أنّه سافر إلى فرنسا في عام 2011 لاستكمال دراسته، ونال شهاداته العليا واكتسب خبرات في شركات عدّة.

يعتبر خضرا أنّه في الإمكان استعمال النفايات العضويّة في لبنان لإنتاج الكهرباء بسبل متطوّرة صديقة للبيئة، متأسفاً "لأننا حاولنا العمل في بلدنا فطُلِبَ مِنّا مراجعة السياسيّين". ويسأل "إلى متى سيظلّ الحكّام ممسكين بزمام الأمور الحياتيّة ويشكّلون عائقاً في وجه الشباب الطموح الذي يرغب بتطوير وطنه؟". 

يخبر خضرا، وهو من فريق عمل شركة CryoCollect في باريس، أنّ المجموعة تهدف منذ عام 2017 إلى إعطاء فرصة للمزارعين الصغار في المناطق النائية لمعالجة النفايات العضويّة من مصادر غذائيّة وزراعيّة وحيوانيّة كما تسهّل المجموعة تسويق البيوميثان وضخّه في شبكة الغاز الطبيعي في فرنسا وتلعب دوراً استشاريّاً في مجالها. بنظره، لعمل الفريق أهميّة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي إذ أنّ "فرنسا تسعى لتطوير اقتصادها من خلال الاستفادة من موارد الطاقة المتجدّدة. أمّا نحن فنخفّف من انبعاث الميثان وثاني اوكسيد الكربون والمواد الملوّثة في الجوّ من خلال التكنولوجيا التي نطوّرها". بالفعل، حسب القانون 2015-992، ترغب فرنسا بزيادة حصّة الطاقات المتجدّدة لتصل إلى 32٪ من إجمالي استهلاك الطاقة النهائية في 2030. لذا، ترى الدولة أنّ الطاقات المتجدّدة يجب أن تؤمّن 40٪ من إنتاج الكهرباء و38٪ من الاستهلاك النهائي للحرارة و15٪ من الاستهلاك النهائي للوقود و10٪ من استهلاك الغاز.

في السياق نفسه، يتحدّث الدكتور هيثم صيّاح وهو المدير التنفيذي لكريوكولّيكت عن الخطوات المتّبعة لإنتاج البيوغاز والبيوميثان. وتبدأ العمليّة بتحمية النفايات حسب حرارة قد تلامس الـ40 درجة مئويّة، ثمّ يُنَقّى الغاز فيُفصَل الميثان عن سائر ثاني أوكسيد الكاربون والمواد الملوّثة. يُضغَط ويُبَرَّد ويُخَزَّن؛ يُمَيَّع كي يتمّ نقله بطريقة اقتصاديّة وآمنة إلى نقاط الضخّ في الشبكة، فيُستخدم لتوليد الكهرباء وتأمين التدفئة للمنطقة. حسب قوله نقلة واحدة من الميثان السائل يوازي 600 نقلة من الميثان الغازي.

ويذكر صيّاح على سبيل المثال، أنّ المجموعة ساهمت في مشروع ميتابراي عبر تصميم وتنفيذ عمليّة تنقية البيوغاز وتمييع البيوميثان وتأمين نقله إلى نقطة الحقن في الشبكة الفرنسيّة، فيما شركة أخرى اهتمّت بجمع النفايات وتحميتها. ويشير إلى أنّ العمل جارٍ حاليّاً على تطوير وتنفيذ مشروع إعادة تدوير ثاني اوكسيد الكاربون الذي ينبعث خلال معالجة الغاز، لينقّى ويميّع فيصبح غازاً غذائياً يباع لشركات، إذ أنّ حجم المادّة ضخم ويمكن الاستفادة منه دون تفشّيه في الجوّ.

حسب الشاب اللبناني الأصل، لكريوكولّيكت مشاريع عديدة حاليّة بينها 6 في فرنسا وواحدة في كندا ودور استشاري في أوكرانيا. الشركة التي تضمّ إلى فريق عملها هيثم صياح ورامي خضرا وكريستال بو ملهم؛ تعمل مع تقنيين مثل غريغوري جسبار وبالتعاون مع Centre d’efficacité énergétique des Systèmes de l’Ecole des mines de Paris ومديره اللبناني مارون نمر ومع شركة Verdemobil Biogaz التي يرأسها فيليب خيرالله، فيتوزّعون المهام بين تنقية وتمييع الغاز على حدّ قول المتحدّثين.

مشاريع مماثلة قد تسهم في حلّ جزء من أزمات لبنان. وجلّ ما ينقصها إرادة وتصميم وقرارات نافذة. لكن، لا بدّ من طرح الإشكاليّة الآتية: لمَ موضوع النفايات والكهرباء ومصادر الطاقة يبقى دائماً مسألة محاصصات؟ لمَ على لبنان استيراد البترول بدل أن يعتمدَ على مصادره الطبيعيّة كالشمس والهواء والماء؟ ولدينا كافّة المقوّمات للاكتفاء الذاتي؛ فلو وجدت الخطط والنيّة لدى المسؤولين لكانوا تفادوا إغراق شعب برمّته في وعود واهمة أعادت البلاد إلى عصور حجريّة، وها هم السكان يتهافتون على شراء الشموع وإضاءة القناديل كي يضيئوا منازلهم في مرحلة حالكة من الظلم والظلام!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم