الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"إغلاق ملف كورونا بعد ضلوع منظمة الصحّة رسميًّا بمؤامرة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"إغلاق ملف كورونا بعد ضلوع منظمة الصحّة رسميًّا بمؤامرة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
"إغلاق ملف كورونا بعد ضلوع منظمة الصحّة رسميًّا بمؤامرة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
A+ A-

ينشغل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمنشور يزعم أنه تمّ "اغلاق ملف كورونا بعد ضلوع منظمة الصحة العالمية رسميا بمؤامرة ضد البشرية"، وأن "المنظمة توصلت الى نتيجة نهائية بأن حامل فيروس كوفيد-19 يعتبر شخصاً غير معدٍ للآخرين الا في حال ظهور الأعراض عليه، وأهمها الحرارة". وقد أُرفِقَ برابط كدليل على هذه المزاعم. غير ان هذا المنشور مضلّل، ويتضمّن مغالطات. وفي موضوع انتقال عدوى كوفيد-19 عن طريق الحالات عديمة الأعراض"، أوضحت منظمة الصحة العالمية في لبنان أن "الأدلة المتاحة من تتبُّع المُخالِطين التي أبلغت عنها البلدان تشير إلى أنَّ احتمال انتقال الفيروس من المصابين عديمي الأعراض أقل بكثير من أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض". FactCheck#

"النهار" دقّقت من أجلكم 

الوقائع: منذ ساعات، تكثّف تناقل المنشور، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي (هنا). كذلك، نشرته مواقع اخبارية لبنانية (مثل هنا، هنا، هنا، هنا...). وهنا نصه:  التدقيق: 

في هذه المقالة، نجيب على مزاعم اثارها المنشور المتناقل: 

1- هل توصّلت منظمة الصحة العالمية إلى "نتيجة نهائية بأن حامل فيروس كوفيد-19 يُعتَبر شخصاً غير معدٍ للآخرين الا في حال ظهور الأعراض لديه، أهمها الحرارة"؟

هذه المزاعم مضلّلة. 

ما حصل في الأيام الأخيرة هو تصريح رئيسة وحدة الأمراض الناشئة والأمراض حيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا فان كيرخوف Maria Van Kerkhove، في إيجاز صحافي عُقِد بمدينة جنيف الاثنين 8 حزيران 2020، بأن عدم ظهور أعراض على شخص مصاب بفيروس كورونا هو أمر نادر الحدوث. وقالت: "من البيانات التي لدينا، لا يزال من النادر انتقال فيروس كورونا من شخص لم تظهر عليه أعراض إلى شخص ثانوي".

وأضافت: "لدينا عدد من التقارير، من بلدان مختلفة، تتابع مخالطي المرضى. وباتباع حالات الأشخاص بدون أعراض والمخالطين لهم، لم يظهر أي انتقال ثانوي. إنه أمر نادر للغاية" (سي أن أن، 9 حزيران 2020). 

غير أن هذا التصريح أثار ردود فعل منتقدة في الأوساط العلمية، دفعت بفان كيرخوف إلى اعادة توضيح تصريحها، متحدثة عن "سوء فهم" لكلامها. ونشرت تغريدة عبر تويتر لتوضيح موقفها، قائلة: "إجراء دراسات شاملة بشأن المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض مهمّة صعبة. غير أن الأدلة المتوفرة عن طريق تعقب المخالطين بهؤلاء من جانب الدول الأعضاء (في المنظمة) تدفع إلى الاعتقاد بأن احتمال نقل الفيروس من المصابين الذين لا يظهرون أي أعراض أدنى بكثير مقارنة بأولئك الذين تظهر عليهم أعراض" (أ ف ب، 10 حزيران 2020). 


وخلال مناقشة مصوّرة الثلثاء عبر حساب منظمة الصحة العالمية عبر تويتر، أوضحت فان كيرخوف أن ما ذكرته "كان يستند إلى بضع دراسات لا يتخطى عددها الاثنين أو الثلاث". وقالت: "لم أكن أتحدث عن سياسة معتمدة لدى منظمة الصحة العالمية”.

وأضافت: "استخدمت عبارة +نادر جدا+، وأظن أن القول إن انتقال العدوى من مصابين لا تظهر عليهم أعراض أمر نادر جدا في العموم هو سوء فهم. ما كنت أشير إليه هي نتيجة الدراسات" (أ ف ب، 10 حزيران 2020).

بيان من منظمة الصحة

توضيحا للأمور، أصدرت منظمة الصحة العالمية- لبنان بيانا عن "انتقال عدوى كوفيد-19 عن طريق الحالات عديمة الأعراض"، وتلقت "النهار" نسخة منه اليوم الجمعة. وجاء فيه: "يتواصل إجراء البحوث العالمية بشأن مرض كوفيد-19، بما يشمل كيفية انتقال فيروس كورونا سارس-2. وتشير الدلائل الحالية إلى أن معظم حالات انتقال العدوى تكون عن طريق الأشخاص الذين يعانون من أعراض عندما يخالطون الآخرين مخالطة مقربة. وبناءً على ذلك، تعتمد معظم توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن تدابير الوقاية الشخصية (مثل استخدام الكمامات والتباعد البدني) على مكافحة انتقال العدوى من المرضى الذين تظهر عليهم أعراض، بما يشمل المرضى المصابين بأعراض خفيفة، والتي يصعب تحديدها مبكراً.

وتشير الأدلة المتاحة من تتبُّع المُخالِطين التي أبلغت عنها البلدان إلى أنَّ احتمال انتقال الفيروس من المصابين عديمي الأعراض أقل بكثير من أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض. وقد أفادت مجموعة فرعية من الدراسات والبيانات، التي شاركتها بعض البلدان بشأن الاستقصاءات العنقودية التفصيلية وأنشطة تتبُّع المُخالِطين، أنَّ احتمال انتقال الفيروس من المصابين عديمي الأعراض أقل بكثير من أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض.

ويصعب إجراء دراسات شاملة حول انتقال الفيروس من المرضى عديمي الأعراض، لأنها تتطلب اختبار مجموعات سكانية كبيرة، وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات للحصول على فهم أفضل وتحديد مدى قابلية انتقال الفيروس المُسبب لمرض كوفيد-19. وتعمل المنظمة مع البلدان في جميع أنحاء العالم، ومع باحثين عالميين، للحصول على فهم أفضل مسند بالدلائل للمرض عموما، بما في ذلك دور المرضى عديمي الأعراض في انتقال الفيروس".

2- ما حقيقة الرابط المرفق بالمنشور كدليل على مزاعمه؟ 

بالاطلاع على الرابط، يتبين ان لا علاقة له بالمزاعم التي يسوّقها المنشور. الرابط يقود الى موقع الحكومة البريطانية، وتحديدا الى صفحة عن الإرشادات المتعلقة بالأمراض المعدية عالية الخطورة High consequence infectious diseases. وفي أولها، تحديثٌ نشر في 19 آذار 2020، عن وضع مرض كوفيد- 19 في بريطانيا. 

وجاء فيه أن "كوفيد- 19 لم يعد يعتبر من الأمراض المعدية عالية الخطورة في المملكة المتحدة". وقد اتُخذ هذا القرار يومذاك "لتغيّر العديد من الخصائص"، وفقا للتحديث، خصوصا "توفر المزيد من المعلومات عن معدلات الوفيات (منخفضة عموما)، وهناك الآن وعي إكلينيكي أكبر، واختبار مختبري محدد وحساس، يستمر توفره في الازدياد". وتقدّم الصفحة تحديدا للأمراض المعدية عالية الخطورة. 

3-هل "الاستراتيجية الآن هي البحث عن المصابين بالأعراض، وليس عن حاملي المرض"، كما يزعم المنشور؟

لم تصدر منظمة الصحة العالمية اي موقف يؤيّد هذه المزاعم. في آخر موقف للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، الثلثاء، قال إن "الرصد والعزل وإجراء الفحوص للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض، وتتبع وحجر المخالطين لهم، هي الطريقة الأفضل لوقف انتشار العدوى". وقال أيضا: "هذا فيروس جديد ونحن نتعلم باستمرار، الحديث عن العلم المعقد مباشرة ليس أمرا سهلا دائما، لكننا نؤمن بأن هذا جزء من واجبنا تجاه العالم، وبإمكاننا دائما القيام بعمل أفضل، نرحب بالحوار البناء، هكذا يتطور العلم" (سي أن أن، 10 حزيران 2020). 

4- "الآن انتهت الجائحة، وانكشفت المؤامرة، ومنظمة الصحة العالمية أعلنت ان ما حصل من ٣ شهور هو سوء فهم"، وفقا للمزاعم؟ 

كلا، لم تنته الجائحة بعد، كما يتم زعمه في المنشور. الاثنين 8 حزيران، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن وضع فيروس كورونا المستجد يزداد سوءا في انحاء العالم، مشددة على وجوب عدم التراخي في الإجراءات. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس، خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت في جنيف: "رغم أن الوضع في طور التحسن في أوروبا، إلاّ أنه يزداد سوءا عالميا".

وحذر من أن "التراخي هو الخطر الأكبر حاليا" في الدول التي تشهد الأوضاع فيها تحسنا، مضيفا أن "سكان دول العالم بغالبيتهم لا يزالون عرضة للإصابة" بكوفيد-19 (أ ف ب، 8 حزيران 2020).

في آخر الأرقام عن وباء كورونا، حتى الساعة 19,00 ت غ الخميس 11 حزيران 2020، أودى الفيروس بـ417 ألفا و773 شخصاً على الأقل حول العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة. وسُجّلت رسميّاً أكثر من 7 ملايين و436 ألفا و660 إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. 

[email protected]



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم