ليلة الدولار تشعل الشارع... قطع طرق وصرخات قهر (صور)

على وقع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، واستمرار تردّي الأوضاع المعيشية، وغياب أي حلول ممكنة، عادت تحركات المحتجين إلى الشارع في أكثر من منطقة من الشمال الى الجنوب، تجمعهم صرخة وجع وقهر واحدة. في حين شهدت محلات الأغذية إقبالاً كثيفاً من المواطنين متأثرين بالأخبار عن ارتفاع سعر صرف الدولار ودخول البلاد عقبة المجهول.

وأعلن المكتب الإعلامي في مجلس الوزراء أن الرئيس حسان دياب ألغى مواعيده يوم غد الجمعة، وذلك من أجل عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء مخصصة لمناقشة الأوضاع النقدية، عند التاسعة والنصف صباحًا في السراي الحكومي، على أن تستكمل الجلسة عند الساعة الثالثة في القصر الجمهوري.

وعلمت "النهار" ألا قرار لدى الجيش وباقي القوى الأمنية بالتدخل في الشارع حتى الساعة.

ودخلت الضاحية الجنوبية لبيروت على خط ترجمة الغضب الشعبي، فشهدت طريق المطار ونقطة المجلس الشيعي قطعاً للطريق وتجمعا غاضباً، كما احتشدت مجموعة من الشبان عند جسر المشرفية، مطلقين هتافات الغضب ضد التلاعب بارتفاع سعر صرف الدولار. وجابت مسيرات سيّارة انطلقت من الضاحية شوارع العاصمة وصولاً الى مصرف لبنان في الحمراء.

وقال عضو كتلة التنمية والتحرير ياسين جابر لـ"النهار" أن "ما يجري في الشارع هو نتيجة الأداء المحبط لحكومة دياب في إدارة الملفات من التعيينات إلى التباين في أرقام الدين العام".

تفاصيل الاحتجاجات

وقطع عدد من المحتجين طريق قصقص في بيروت بالإطارات المشتعلة كذلك احتشد العشرات عند نقطة البربير، وأفادت غرفة التحكم المروري عن "قطع الطريق على أوتوستراد الجية بالاتجاهين، وتحويل السير إلى الطريق البحرية".

وعاد مشهد التجمع الكبير الى نقطة الرينغ من ناشطي الانتفاضة، ولفت انضمام عدد من شبان آتين من منطقة الخندق الغميق اليهم تحت سقف المطالب الاجتماعية. كذلك تجمع عشرات المتظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت. وكانت مجموعة من محتجي "الحراك" نفذت وقفة أمام محال الصيرفة في شارع رياض الصلح في وسط المدينة، احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وعدم التزام أصحاب محال الصيرفة بالسعر الرسمي للدولار، ورددوا هتافات ضد حاكم مصرف لبنان وسياساته المصرفية.

وكذلك، قطع محتجون طريق طريق خلدة وأشعلوا الاطارات في اتجاه أنفاق المطار.

وشمالاً، قُطع أوتوستراد طرابلس - عكار في محلة باب التبانة بالعوائق وبلوكات الباطون. وألقى محتجون قنابل مولوتوف من محتجين على سراي طرابلس كانوا في طريقهم من ساحة النور الى مصرف لبنان.

وقطعت طريق زغرتا طرابلس في محلة مجدليا والاوتوستراد الرئيسي في منطقة تل زغرتا، وكذلك قطع دوار المرج-بستاشيو الميناء. كذلك قطعت طريق الخناق أبو سمرا أمام مستشفى الشفاء.

وسمع صوت انفجار قنبلة صوتية في مجرى نهر أبو علي في طرابلس، وجرى فتح مستديرة السلام في طرابلس والبحصاص من قبل الجيش.

وألقى محتجون قنابل مولوتوف على سرايا طرابلس فيما كانوا في طريقهم من ساحة النور الى مصرف لبنان.

ووقع إشكال بين الجيش والمحتجين الذين كانوا يلقون الحجارة والمولوتوف قرب المصرف المركزي في طرابلس.

وبدأ عدد كبير من محلات بيع المواد الغذائية بإقفال محلاتهم في طرابلس بسبب الارتفاع الجنوني للدولار مقابل الليرة اللبنانية.

في حين أوضح بعض أصحاب المحلات أنه لم يعد باستطاعتهم شراء البضائع بالسعر المتداول، أما البعض الآخر فقلّت عنه البضائع وفضّل الإغلاق لحين استقرار الأمور خلال الايام المقبلة.

وفي بيروت، تم إغلاق جميع المحلات والمتاجر في شارع البربير المؤدي إلى مستشفى المقاصد بعد الارتفاع الجنوني للدولار مقابل الليرة اللبنانية، وعُلقت لافتة تحمّل المسؤولية لرئيس الحكومة والوزراء في الحكومة.

وسيّر الجيش اللبناني والقوى الأمنية دوريات مؤللة في منطقة كورنيش المزرعة تحسباً لأي تحرك.

وأقفل عدد من شبان "الحراك" في مدينة صيدا ساحة دوار إيليا في المدينة باتجاهاتها الاربعة بالسيارات، وعلّقوا لافتة وسط الساحة كتب عليها: "مغلق - صيدا تنتفض وعيش يا فقير".

وقام عدد من ناشطي حراك النبطية بالتوجه الى الباحة المجاورة لسرايا النبطية حيث رفعوا صوت الأغاني الثورية، وعمدوا الى إقفال جزئي للطريق رافعين العلم اللبناني. وكذلك قامت تجمعات شبابية عند دوار كفررمان بالتحرك لكن من دون قطع الطريق.

وحاولت عناصر قوى الأمن الداخلي فتح الطريق المقفل جزئيا بالقوة لكنها اصطدمت بالناشطين رغم عددهم القليل، فقاموا برمي الحديد وسط الطريق ليلعنوا اقفالها احتجاجاً على أسعار الدولار والغلاء.

وفي محاولة لاستذكار ليلة ١٧ تشرين، رفع الناشطون أغنية "موطني" رفضاً لمحاولة قمعهم من القوى الامنية في ظل غياب الجيش اللبناني.

وفي خطوة تصعيدية، رفع الثوار هتاف "يلا ارحل ميشال عون عهدك عهد الذل خلصت قصة بي الكل حكمت فينا صهرك يلا ارحل يا باسيل".

 وأقدم محتجون على قطع الطريق في جب جنين عند مستديرة "بنك عودة" والمؤدي إلى بلدات غزة - كامد اللوز - لالا - وكفريا.