الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

صورة شابّة جنوبيّة بـ"المايوه" في الخرخار أحيت الصراع... ماذا قال محافظ النبطيّة لـ"النهار"؟

المصدر: "النهار"
النبطية-سمير صباغ
صورة شابّة جنوبيّة بـ"المايوه" في الخرخار أحيت الصراع... ماذا قال محافظ النبطيّة لـ"النهار"؟
صورة شابّة جنوبيّة بـ"المايوه" في الخرخار أحيت الصراع... ماذا قال محافظ النبطيّة لـ"النهار"؟
A+ A-

صورة واحدة لمجموعة من الفتيات برداء قصير مع عدد من زجاجات بيرة "Almaza" على ضفاف نهر عربصاليم "الخرخار" كانت كافية لتشعل الاحتجاجات الشعبيّة على جبهات "التواصل الاجتماعي" بين "مؤيد بخجل" و"معارض بشراسة". هذا الجدل "الافتراضي" سرعان ما تطور مع صدور بيان موقّع باسم الأهالي دعا "الضيوف الكرام إلى مراعاة الضوابط الاجتماعية والدينية في البلدة (...) لأن حريتكم الشخصية التي نحترم تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا في أرض وطئتها أقدام المجاهدين وارتوت بدماء الشهداء".

بلدة عربصاليم التي تعدّ بوابة إقليم التفاح لجهة النبطية، لا تضم أي منتجعات أو استراحات سياحية كتلك المشيدة في بلدتي جباع وجرجوع، كما أنها ليست مقصداً لأحد من خارجها بل ممر لمن يقصد ما يُعرف بالسياحة الجهاديّة في "معلم مليتا"، برغم ما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة إن على ضفاف النهر أو عند نبع "الطاسي" الذي يقصده أغلب أبناء الإقليم وعائلاتهم للسباحة صيفاً. إلا أن الوافدين الذين خلقوا جوّاً اعتراضياً كانوا قد "توجهوا إلى المكان مستدلين على الطريق من شاب تواجد في الجوار، ثم قامت إحداهم، وهي من بلدة جنوبية مجاورة، بنشر صورة للجَمعة دون إظهار الوجوه على صفحتها الشخصية على "فايسبوك" لبعض الوقت قبل أن تبادر إلى مسحها. وهذه الصور سرعان ما تداولها الأهالي، مع العلم أن الوصول إلى ضفاف نهر "الخرخار" غير ممكن بالسيارة بل يتطلب أكثر من نصف ساعة سيراً"، وفق معلومات توافرت لـ"النهار" من داخل البلدة. وهنا علّق المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في البلدة علي حمادي بصفته "أحد أبرز المعترضين على ما حدث"، قائلاً: "أتحدث بصفتي ابن هذه البلدة وليس بصفتي السياسية، فنحن كمجتمع لنا عادات وتقاليد ترفض رفضاً قاطعاً المايوه والمشروبات الروحية، وهنا لا أقصد أن أمنع أحداً من حريته، لكن إذا كان 90 في المئة من أبناء البلدة يرفضون هذا التصرف، فهل يجوز لأحد أن يقوم به؟ لا مشكلة لدينا أن يزورنا أحد من خارج البلدة وتحديداً عند نهر الخرخار الذي يعدّ مساحة عامة وليست منتزهاً خاصاً".

ولفت إلى أنه "يطالب محافظ النبطية الذي يتولى شؤون البلدية العمل على عدم تكرار ما حدث مراعاةً لتقاليد أهلنا وناسنا من خلال تنظيم الشرطة البلدية لهذه المساحة العامة".

من جهته، أكد محافط النبطية القاضي محمود المولى أن "الذي حدث في عربصاليم يحدث مرة بالعمر ولا يشبه عادات البلدة الجنوبية وتقاليدها، لكن ما من جرم قانوني تجاه ما حصل سوى خرق قانون التعبئة العامة الخاصة بالكورونا".

ولفت إلى أنه يعتبر أن "الشابات اللواتي قمن بالتجمع هناك لم يقصدن الإيذاء بل عبّرن عن راحة وأمان للتواجد في ذلك المكان الجميل وإلا ما قمن بالتقاط الصور ونشرها بأنفسهن. لهذا المجتمع خصوصية نرفض المسّ بها، تحديداً عندما تؤدي إلى إحداث فوضى اجتماعية، لذلك سنراقب أكثر المكان لتحديد بعض الضوابط عبر البلدية التي أتوّلى إدارتها، فحريتك الشخصية تنتهي عند حدود حرية الآخرين، لا سيما عندما تمارس حريتك في المكان الخطأ وتسبب ضرراً ولو من دون قصد".

الشابة الجنوبية التي نشرت صورتها بلباس البحر  ثم مسحتها لم تجب على اتصالاتنا لاستيضاح موقفها، مع العلم أنها علّقت عبر صفحتها على "فايسبوك" يوم السبت قائلة: "بس تبطّل استيلاء وسيطرة عالجبال والأنهر وسرقة مياهها وتقييد حركة الناس بأرضها ابقى تعا حكيني بتحرير وعزة وكرامة يا حاج"، كما قالت في بوست ثانٍ: "كتير عندكن بالجنوب جبال ومطارح حلوة؟ إيه ليش ما بتروحي؟ لأن يلي حرّر الجنوب مانعنا نكون حرّين بطبيعتو".

صحيح أن الذي حصل في بلدة عربصاليم "يحصل مرة في عمر هذه البلدة" كما قال محافظ النبطية، لكن بين الفعل وردّ الفعل يمكن التماس صراع "صامت" تقليدي بين "متحررين" من قيود العادات والتقاليد وبين "محافظين" إلى أبعد الحدود على العادات والتقاليد!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم