التعليم عن بُعد في زمن "كورونا"... بطاقة صفراء!

يطرح التعليم في زمن الكورونا تساؤلات لا تنتهي عند الأطر المتغيرة للتعامل مع الظروف المستجدة لانتشار فيروس كورونا وما تفرضه هذه الظروف على آليات العمل المعهودة في المدارس، وما ينجم عنها من تعطيل قسري، وضرورات الاستعانة بالتقنيات والوسائط التكنولوجية للتعليم عن بُعد. ويرجع بعض هذه التساؤلات ليطال التعليم من أساسه، وكيف نعلّم وبماذا نقوم، إذ غالبًا ما تكون المستجدات الاستثنائية والمصائب المداهمة فرصًا ثمينة لإعادة التفكير في ممارساتنا السابقة، لا سيما في التعليم. للإجابة عن هذه الطروحات، كانت لنا مقاربة أكاديمية – علمية في مقابلة مع الدكتور في علوم التربية علي خليفة.ساندويش فاسدبداية، وصف خليفة، توصيفًا دقيقًا وموضوعيًا التعليم النظامي السائد ما قبل زمن الكورونا، مشيراً إلى أنه "ما زال كل ما نودّ تعليمه للبنات والصبيان في المدارس مضغوطًا بين دفتيّ كتاب". ولفت إلى أنه "كتاب كاسد، دفتا كتاب كساندويش فاسد". قال: "تتغيّر الدنيا من حوله ويمر الزمن، ولكن يبقى الطعام في الساندويش على قِدمه: معارف مجتزأة ومرصوفة، ونوايا معلنة ومثخنة بمواقف ومهارات وسلوكيات وقيم متخيّلة... كان لدينا تعليم نظامي متخيّل قبل زمن الكورونا، والمطلوب اليوم الانتقال إلى التعليم الافتراضي في زمن الكورونا".رداً على سؤال عن تعريفه التعليم النظامي المتخيَّل الذي كان سائدًا من قبل، قال خليفة: "الفكرة بسيطة من خلال المثل التالي: يقول كتاب التنشئة المدنية "أحافظ على نظافتي الشخصية، ونظافة الملعب في المدرسة، ونظافة الحي في البلدة، إلخ.". ويحفظ المتعلّمون ما في الكتاب. ويقوّم المعلمون ما يحفظه المتعلمون من الكتاب. وكذلك يحصل في الامتحانات الرسمية. فينجح المتعلمون...