اشترِك في نشرتنا الإخبارية
هل توقّعت الوسيطة النفسيّة الأميركيّة سليفيا براون بتفشي فيروس كورونا عام 2020؟ FactCheck#
تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بكتاب لـ"المستبصرة" الأميركيّة الراحلة سيلفيا براون، توقعت فيه انه "بحلول عام 2020، سيظهر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي يهاجم الرئتين، ويلف الكرة الأرضية كلها بسرعة، ويقاوم كل المضادات المعروفة"، وفقا لما يتم تناقله. صفحة واحدة من الكتاب أرفقت كدليل، وقد احيط نص محدد فيها بدائرة حمراء. FactCheck#
النتيجة: هذه المزاعم صحيحة. نعم، كتبت براون في كتابها End of Days: Predictions and Prophecies About the End of the World (نهاية الأيام: توقعات وتنبؤات حول نهاية العالم"، انه "نحو عام 2020، سينتشر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي الحاد في جميع أنحاء العالم، ويهاجم الرئتين وأنابيب الشعب الهوائية، ويقاوم كلّ العلاجات المعروفة"، وفقا للترجمة من الانكليزية. الصفحة المرفقة دليل صحيح. لكن لا يمكن التأكيد في هذه المقالة ان ما كتبته براون هو تنبؤ. وربما كان مجرد ضربة حظ، ذلك ان بعض التوقعات التي وردت ايضا في كتابها هذا لم تصدق، في وقت يسجل عليها أيضا عدم تحقق العديد مما سمته براون "تنبؤات" او "توقعات" لها، وفقا لما يظهره بحث بهذا الشأن.
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ أيام عدة، تكثف تناقل خبر كتاب براون وما كتبت فيه، مرفقا بالصفحة التي يرد فيها "توقعها" ذلك. ونشرت صفحات وحسابات كثيرة في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...) وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا) الآتي (من دون تدخل او تصحيح): "مستبصرة تدعى سيلفيا براون فى كتابها الصادر عام 2008 بعنوان توقعات وتنبؤات حول نهاية العالم ذكرت فيه نصاً أنه: "بحلول عام 2020 سيظهر مرض شبيه بالالتهاب الرئوى يهاجم الرئتين يلف الكرة الأرضية كلها بسرعة ويقاوم كل المضادات المعروفة، وأنه سيختفى فجأة كما ظهر، لكنه سيعاود الظهور مجدداً بعدها بعشرة أعوام قبل أن يختفى نهائياً".
غلاف الكتاب يجتاح ايضا صفحات وحسابات أجنبية، مرفقة بالصفحة عينها التي يرد فيها "توقع" براون (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
توفيت عام 2013 .. تقول في عام 2020 سينتشر فجأة وباء شديد يشبه الإلتهاب الرئوي ويستعصي على الأدوية المعروفة ويختفي فجأة كما ظهر! وسيعود بعد 10 سنوات وبعدها يختفي تماما! (كذب المنجون ولو صدقوا!) pic.twitter.com/xV6JRXH1st
— فهد اليِِحَيَا (@drfalyahya) March 9, 2020
التدقيق:
في مقالة التدقيق هذه نجيب عن عدد من الاسئلة:
1-من هي سيلفيا براون Sylvia Browne؟
سيلفيا براون (1936- 2013) كاتبة أميركية ادعت أنها وسيطة روحية، وان لها قدرات نفسية خاصة. وقد اصبحت شخصية إعلامية شهيرة "لظهورها طوال 27 عامًا في برامج حوارية تلفزيونية وإذاعية، ولاعطائها قراءات نفسية طوال 47 عاما، وإجراء أبحاث حول الخوارق طوال 25 عاما"، وفقا لما يكتب عنها موقع Encyclopedia.com. وقد اشتهرت ايضا بتقديم قراءتها النفسية لأفراد وأسر ووكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا، لا سيما في التحقيقات الجنائية، وفي البحث عن اشخاص مفقودين. في رصيد براون أكثر من 50 كتابا، منها 22 ظهرت في قائمة "نيويورك تايمس" للكتب الأكثر مبيعًا.
غير ان براون غالبا ما تم تكذيبها، ولاحقتها انتقادات لإصدارها توقعات أو قراءات نفسية تبين لاحقًا زيفها او عدم صحتها، بما في ذلك تلك المتعلقة بأشخاص مفقودين. و"رغم هذه الصورة السيئة عنها، حافظت على عدد كبير من المتابعين والمعجبين، حتى وفاتها عام 2013".
2-ماذا عن كتابها "نهاية الأيام: توقعات وتنبؤات حول نهاية العالم"؟
End of Days: Predictions and Prophecies About the End of the World، عنوان كتابها بالانكليزية. تاريخ النشر: تموز 2008. وتتناول فيه "المواضيع الأصعب، من خلال وضوحها وحكمتها وصفائها. وتجيب على أسئلة صعبة مثل: ما الذي سيحدث في الخمسين سنة المقبلة؟ وما الذي تعنيه النبوءات العظيمة لنوستراداموس وكتاب الوحي؟ واذا كان العالم سينتهي حقًا، فما الذي سينكشف في ساعاتنا الأخيرة؟"، وفقا لاختصار عنه.
في أحد صفحات هذا الكتاب، كتبت براون (الترجمة الى العربية): "نحو عام 2020، سينتشر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي الحاد في جميع أنحاء العالم، ويهاجم الرئتين وأنابيب الشعب الهوائية، ويقاوم كلّ العلاجات المعروفة. وما سيكون أكثر إثارة للحيرة من المرض نفسه هو حقيقة أنه سيختفي فجأة بالسرعة التي ظهر فيها، وسيهاجم مجددا بعد عشر سنوات، ثم يختفي تمامًا".
هذا المقطع بالتحديد اثار اهتمام المستخدمين الذين نشروا الصفحة التي يرد فيها من الكتاب.
3-تنبؤ حقيقي؟
ربما كان مجرد تخمين محظوظ، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار أن كتابها هذا صدر بعد بضعة اعوام على تفشي فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم) عام 2002-2003، انطلاقا من الصين. ضربة حظ ربما، ذلك ان ما "توقعته" براون ايضا في الكتاب ذاته عن "ايجاد علاج للشلل والسكتة الدماغية... بحلول عام 2012 "، وتأكيدها أن" العمى سيصبح شيئًا من الماضي بحلول عام 2020 " لم يصدق شيء منه.
ما يدعم هذا المنحى ايضا هو "التوقعات الفاشلة لبراون" على مرّ الاعوام. فمع ان بروان "كانت تكرر ان توقعاتها تصدق بنسبة 85 في المئة"، غير ان بحثا نشره عام 2010 موقع skepticalinquirer.org بعد وفاة براون، أظهر ان التوقعات التي أدلت بها في برنامج The Montel Williams Show لم تتحقق. "في القضايا الـ115التي توقعت فيها، كانت نسبة دقة توقعها صفر. وقد اخطأت 25 مرة، و90 من القضايا كانت نتائجها غير معروفة"، على ما أورد الموقع.
ويمكن ايضا الاطلاع على مزيد من التوقعات الفاشلة لبراون هنا، هنا، وهنا
النتيجة: نعم، كتبت براون في كتابها "نهاية الأيام: توقعات وتنبؤات حول نهاية العالم"، انه "نحو عام 2020، سينتشر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي الحاد في جميع أنحاء العالم، ويهاجم الرئتين وأنابيب الشعب الهوائية، ويقاوم كلّ العلاجات المعروفة"، وفقا للترجمة من الانكليزية. لكن لا يمكن التأكيد في هذه المقالة ان ما كتبته براون هو تنبؤ. وربما كان مجرد ضربة حظ، ذلك ان بعض التوقعات التي وردت في كتابها هذا لم تتحقق، ويسجل عليها أيضا عدم تحقق العديد من توقعاتها، وفقا لما يظهره بحث بهذا الشأن.
