الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

البحث العلمي ووظيفته في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب كيف تصبح البحوث أساسية في عمل الجامعة الأكاديمي؟

إ. ح.
A+ A-

ليس البحث العلمي عنواناً مخصصاً للعلوم الاجتماعية والانسانية. فقد يكون البحث في هذا المجال من الاختصاص فلسفياً أو اجتماعياً أو ادبياً أو في اللغة، ما يعني ان البحث الانساني يدعم البحث العلمي في العلوم البحتة.


قد يكون المعهد العالي للدكتوراه في الأداب والعلوم الانسانية والاجتماعية المكان الطبيعي والأنسب لنقاشات هادفة تؤسس للبحث، وهو وظيفة الجامعة بالأساس والاستاذ الباحث والطالب ايضاً. ولذلك كانت محاولة أمس لتأسيس مسار نحو اعداد بحوث في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية، وان كان الخلط كان واضحاً بين الطلاب والاساتذة الى عناوين مداخلات تاهت في الحديث عن الإشكالية والمنهج.
وافتتح رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين المؤتمر العلمي السادس للمعهد بعنوان "الاشكالية في البحث العلمي في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية"، في قاعة المحاضرات في المعهد في سن الفيل والذي دعا اليه عميد المعهد الدكتور محمد بدوي الشهال، وحضره جمع من العمداء والمديرين والاساتذة العراقيين والتونسيين واللبنانيين وطلاب.
وتحدث مدير كلية الاداب والعلوم الانسانية - الفرع الثاني الدكتور ديزيره سقال، الذي اكد ان من "اهداف جامعتنا تنمية التفكير النقدي والابداعي لدى الطلاب".
ثم تحدث منسق لجنة الاشراف المشترك والمؤتمرات في المعهد الدكتور بسام بركة، الذي قال: "انطلاقا من توصيات رئيس الجامعة بأن يكون التعليم قائماً على البحث العلمي قمنا بتنظيم هذا المؤتمر واردناه ان يكون موجها حول موضوع دقيق هو الاشكاليات، خصوصا وان سياسة المعهد تجاه الطالب ترتكز على ضرورة مشاركته في نشاطات اكاديمية وبحثية وفي فرق بحثية ونشر بحث علمي وكذلك المشاركة في مؤتمرات علمية".
وتوقفت عميدة كلية الاداب والعلوم الانسانية الدكتورة أسما شملي حلواني عند معاناة الكثير من الطلاب في "ادراك منظور الاشكالية وبالتالي حسن اختيار موضوع رسالته واطروحته، ونرى انه من واجبنا الاشارة الى الارتباط الوثيق بين الاداب والعلوم الانسانية، وبين التأويل".
من جهته، تطرق الشهال الى تجربة المعهد العالي للدكتوراه "لتقديم انموذج من الدمج بين التعليم العالي والبحث العلمي الذي بات يرتكز الآن على المنجزات البحثية ويسمح بفتح افاق جديدة تدخل ضمن استراتيجية فتح التخصصات والمسارات من خلال الارتكاز على الفرق والمختبرات البحثية".
وقال: "لقد سمح تطبيق البرامج الجديدة بعد دخول جامعتنا في نظام LMD الاوروبي في الكليات عامة واعتماد صيغة المعاهد العليا للدكتوراه، خصوصاً بنقل حقل التكوين الاكاديمي من معادلة التجاور بين التعليم والبحث الى معادلة التعليم بالبحث والبحث للتعليم".
ودعا "استكمالا لتحقيق هذه الوجهة البحثية التي انطلقت في الجامعة الوطنية وبدعوة من رئيس الجامعة الى العمل على استصدار قانون البحث العلمي في لبنان".
من جهته، توقف السيد حسين عند "السبب الرئيسي للضعف في جامعاتنا العربية بما في ذلك الجامعة اللبنانية والذي يكمن في المنهجية"، داعيا "للعودة الى المنطق خصوصاً في بحوث الانسانيات والاداب والاجتماع".
وقال: "هكذا كانت الجامعة اللبنانية وستبقى باحثة عن دورها العلمي والثقافي في هذه المنطقة المضطربة من العالم". ولفت الى ان "الجامعة كانت ولا تزال تحتل مرتبة عالية في مقام البحث العلمي، فطلبت من مركز المعلوماتية في الجامعة بالتعاون مع العمداء ان يوثقوا الكترونيا ما كتبه اساتذة الجامعة بدءا من المقالة مرورا بالتقرير وصولا الى البحث العلمي واخيرا اطاريح الدكتوراه".
اضاف: "لا يجوز ان نكون محط تشكيك بقدراتنا لان الدولة مضطربة بمؤسساتها وسياساتها او لاننا قطاع عام دخلنا الى الجامعة واستملكناها".
ولفت الى ان "البحث العلمي في الجامعة اللبنانية رفيع ولكن هناك فئة من بعض الاساتذة وهم قلة لا يبحثون"، معلنا عن "اتخاذ مجلس الجامعة فور تكوينه وفق الاصول قرارا بالزام الاستاذ الجامعي تقديم بحث على الاقل كل سنتين، فالاستاذ الجامعي رتبته ليست "بيك" او "زعيم" او "باشا" ، ولا هو سيد فالسيد هو سيد في بحثه وعلمه ومكانته".
وقال: "نحن بالكاد نستطيع تأمين بعض المتفوقين لان البحث العلمي يحتاج الى مختبرات ووسائط عصرية وقاعات وابنية، ولو لم يكن مجمع الحدث قائما لما تطورت المختبرات في كليات الطب والصحة والهندسة وطب الاسنان والصيدلة".
وفي الجلسات البحثية، بدا واضحاً أن النصوص التي ألقيت، من أساتذة وطلاب ليست جميعها على مستوى البحث، وان كان الموضوع يطرح الإشكاليات، فتداخلت الأمور عند البعض بين الإشكالية والفرضية والعنوان والفكرة في طريقة بناء البحث، حيث تناول الدكتور سليمان الديراني موضوع الإشكالية في البحوث الاجتماعية والانسانية. أما الأستاذة الجامعية العراقية خلود محمد خميس فتناولت الاشكالية في العلوم السياسية من دون أن تقدم جديداً في عملية تطوير البحث. وكان الدكتور مسعود ضاهر موفقاً في طرح اشكالية البحث في العلوم الانسانية "علم التاريخ انموذجاً" من خلال الإطلالة على البحوث في هذا المجال وإشكالياتها المطروحة.
ويمكن التوقف عند نص قدمه الدكتور نمر فريحة عن المشكلات المنهجية التي يواجهها طلاب الدراسات العليا، فتناول الإشكالات والمشكلات امام الطلاب، بحيث ان موضوع اعداد البحث والعلاقة بين الطالب والمشرف والاعداد ما زال غير واضح، فعدد من الكليات لديها توجيهات محددة في كيفية كتابة البحث وأخرى لا تعتمد الامر، ما يسبب ارباكاً لدى الطلاب. وعرض فريحة للطريقة التسلسلية المتبعة في أقسام الأطروحة، بدءاً من إطار واسع للمقدمة للوصول الى مضمون الدراسة. وتطرق الى الفرضيات والمصطلحات وجمع البيانات وتحليلها الى الاستنتاجات واخيرا في الملاحق والمراجع.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم