الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إنجاز لبناني جديد في الجراحة الروبوتية

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
إنجاز لبناني جديد في الجراحة الروبوتية
إنجاز لبناني جديد في الجراحة الروبوتية
A+ A-

تتجه اليوم الأنظار في عالم الطب أكثر فأكثر إلى الجراحة الروبوتية التي يتوقع أن تحل مكان الجراحة التقليدية في السنوات المقبلة، لميزاتها العديدة التي تجعل الكفة تميل لصالحها. في أواخر عام 2019 افتتح مركز التدريب على الجراحة بواسطة المنظار في لبنان "إيركاد" برئاسة الدكتور أنطوان معلوف، وهو الفرع الرابع له في العالم الذي يفسح المجال لجراحي لبنان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتعلّم والمشاركة في مؤتمرات عبر الفيديو تدرّب على التقنيات العالمية الأخيرة للجراحات بواسطة المنظار عبر تقنية الـ5g. علماً أن التدريب يتضمن البث المباشر في مستشفى المشرق الفرنسي في بيروت والمحاضرات النظرية والممارسات التطبيقية والجراحات الافتراضية. والخطوة الأبرز اليوم التي يقوم بها المركز هي استقدام روبوت من الجيل الرابع Da Vinci Xi، الذي يتميز بإمكان استخدامه في تخصصات عديدة كجراحة الجهاز الهضمي والجراحة النسائية وجراحة أمراض المسالك البولية وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة القلب والصدر.

وفي حديث مع "النهار" بالتزامن مع البث الحي لجراحة أجراها البروفيسور ألكسندر دو لا تاي في بيروت بالروبوت بالتعاون مع أطباء لبنانيين نقلت إلى 3 قارات لتشكل سابقة في لبنان وخطوة بارزة، تؤكد مرة جديدة على تطور الطب في لبنان، تحدث البروفيسور سليمان مرهج الاختصاصي في جراحة المسالك البولية إن المستقبل في الجراحة هو للجراحة الروبوتية التي ستتخذ مساحة كبرى بعد في السنوات القليلة المقبلة. علماً أنها في أوروبا أصبحت تحتل موقع الصدارة في الجراحة وباتت معتمدة بشكل أساسي .

تبدو الجراحة الروبوتية بحسب البروفيسور معلوف التقنية المثلى التي يمنع الخطأ فيها. ففي المقارنة بينها وبين الجراحة التقليدية، يبدو واضحاً أن الكفة ترجح لصالحها، لما تقدمه من ميزات عديدة. " ثمة عناصر أساسية ثلاثة تشكل الركائز في الجراحة الروبوتية لتكون الاختيار الأمثل في الجراحة. الأمان والدقة اللامتناهية ونوعية الحياة. انطلاقاً منها توضع هذه التقنية على سلم الأولويات في عالم الجراحة".

هذا، ويذكر البروفيسور مرهج  أنه أجرى في عام 2007 لأحد المرضى الذي كان مصاباً بسرطان البروستات، عملية استئصال كاملة، بطريقة الجراحة الروبوتية مع البروفيسور ألكسندر دو لا تاي في باريس. "كانت النتائج مذهلة بالنسبة لي واستغرقت ساعتين وأجريت في ظروف ممتازة من دون شق أو نزف. وخلال ساعات قليلة كان المريض مرتاحاً لا يعاني ألماً. في الواقع لم يحتج إلى مسكنات قوية، لا بل كان بحالة ممتازة لا تستدعي ذلك. وفي اليوم التالي خرج من المستشفى وعاد إلى حياته الطبيعية. والأهم أنه بفضل هذه الجراحة التي تمتاز بمعدلات عالية من الدقة بشكل حافظ على سلامة الأعصاب، وحافظ على القدرة على الانتصاب. وجرى تجنب مشكلة السلس البولي التي يعانيها المرضى عادةً بعد عمليات من هذا النوع. أمام هكذا نتيجة يمكن تحقيقها بفضل هذه التقنية، من المؤكد أنها تعتبر الاختيار الاول للاستفادة مما تقدمه من نتائج. علماً أن هذه التكنولوجيا مستخدمة في واحدة من اصل 3 جراحات في مختلف الاختصاصات لميزاتها في الحد من مخاطر الالتهابات المرافقة للجراحات التقليدية ولأسباب عديدة أخرى. فهي قادرة على تحويل جراحات المسالك البولية وجراحات الجهاز الهضمي وجراحات البدانة والجراحات النسائية وغيرها إلى جراحات بواسطة المنظار. كما أنها تخفف من آلام ما بعد الجراحة. هذا إضافةً إلى أنها تتميز بالسرعة والفعالية، ما يضمن التعافي السريع، خاصةً لأنها لا تسبب جروحاً وتتراجع فيها معدلات المخاطر".

وعن روبوت Da Vinci Xi من الجيل الرابع المتطور، فيؤكد أنه اكثر شمولية في المجالات التي يمكن استخدامه فيها مقارنةً بغيره من الروبوتات المتوفرة حيث يمكن استخدامه في اختصاصات عديدة كجراحة المسالك البولية والجراحات النسائية والجهاز الهضمي وغيرها.

تكاليف الروبوت

يشير البروفيسور مرهج إلى أن تكاليف اروبوت باهظة فهو بقيمة 2،6 مليوني دولار إضافةً إلى تكاليف صيانته، وصيانة المعدات المستخدمة في كل جراحة، ويحدد سعر 4000 دولار أميركي للجراحة التي تجرى بواسطته ويعتبر المبلغ مقبولاً في مقابل النتائج الرائعة التي يحققها . علماً أن ثمة خطوات مهمة حققت اليوم مع الجهات الضامنة حيث اصبحت شركات تأمين عديدة تغطي تكاليف الجراحة. كما تستمر المساعي مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في سبيل التغطية ايضاً ومن المتوقع أن يتم ذلك قريباً.

ميزات الجراحة الروبوتية في خطوات:

1-انعدام الجراحة العادية، فلا شق، وتقتصر العملية على 4 فتحات صغيرة وتستخدم هنا كاميرا ثلاثية الأبعاد لمزيد من الدقة ومشاهدة شاملة وواضحة من كافة الزوايا.

2- تستخدم معدات صغيرة في غاية الدقة، ما يخفف من كمية الدم. كما لا يحصل نزف في هذا النوع من الجراحة.

3- تسمح بتوسيع الرؤية للأعصاب بحيث يمكن التدقيق فيها عن كثب. ويسمح ذلك بالحفاظ على سلامة الاعصاب وهذا ما يضمن الحفاظ على عملية الانتصاب بعد الجراحة في عملية البروستات. كذلك بالنسبة إلى السلس البولي.

4- خروج المريض من الجراحة دون أن يعاني ألماً، فلا يحتاج إلى مسكنات لعدم وجود جروح كبرى فيعود إلى حياته الطبيعية سريعاً من دون تأخير ومن دون مضاعفات. كما يخرج من المستشفى خلال 24 ساعة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم