الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

ساحة الشهداء تنبض بالألوان والإبداع... فنانون ملأوا برؤاهم المكان

كني-جو شمعون
ساحة الشهداء تنبض بالألوان والإبداع... فنانون ملأوا برؤاهم المكان
ساحة الشهداء تنبض بالألوان والإبداع... فنانون ملأوا برؤاهم المكان
A+ A-

غصّت ساحة الشهداء الأحد بفنّانين قَصدوا بيروت للتعبير عن رأيهم وانجاز لوحات وغرافيتي ومجسّمات تخلّد روح الثورة. الفنّان الذي يعاني من الإهمال في وطنه، يسعى لإبرازه في أجمل الحلل، فوطنه جميلٌ وفيه طاقات كثيرة، والساحة النابضة بألوان العلم هي ولّادة لكل ابداع. في وسط المدينة، أنامِل مبدعة مع ريشة وطلاء من جميع الألوان ترسمُ طائر فنيق جديد وترفع قبضة ثورة على لوحة صغيرة. يوقّع الفنّانون الثوّار أعمالهم آملين بغدٍ مشرق يستقي من قوّة أحلامهم.

في الساحة عاصفة فنيّة. الثورة نبض الشارع وملهمة المبدعين. تعتبر هلا جلخ وهي من المنظّمات، "أنّ هذا النهار تاريخي لأنّ المواطنين يثورون بالفنّ والثقافة، ويسلّطون الضوء على الإبداع في لبنان". عزم الفنانين لا يهدأ. منهم من قصد الساحة منذ اليوم الأوّل للانتفاضة. التقينا من جديد حياة ناظر وهي من صمّمت طائر الفنيق وقامت بغرافيتي وبمبادرات عديدة تجلّت فيها خبرات اللبنانيين خلال الثورة. الفنّان بيار عبّود قدم مجدّداً إلى لبنان وأبى إلّا أن يشارك في إحياء هذا اليوم؛ فاختار تصميم مجسّم لشجرة زيتون وهي شجرة السلام تتوسّطها خريطة لبنان. رسالته ايجابيّة واضحة "نريد أن نعكس سلميّة ثورة 17 تشرين". صنع عبّود تحفته بمواد أعيد تدويرها في هدف بيئي توعوي. وكانت لديه أعمال مختلفة منذ بدء الانتفاضة الشعبيّة ك"الثورة أنثى" في بيروت و"عروسة الثورة" في طرابلس.

المبادرات عديدة. استوقفتنا على إحدى الأرصفة لوحة رُسم عليها علم لبنان بإمضاء الوافدين إلى الساحة. تتحدّث مصمّمة الأزياء نسرين شمص عبدالله عن الغاية من مبادرتها ومن مشاركتها "نريد أن يبقى وطنَنَا الجميل، وطن الإبداع. والشعب بحاجة الى أن يتشارك ويخلق معاً، لبنانه الجديد الذي يحبّ".

أمّا على لوحة تختصر الثورة التي تجاوزت الحدود المذهبيّة، فرسمت الفنانّة التشكيلية لوليتا هارون أبو سماح نساءً من الطوائف المختلفة في وحدة من أجل وطنهنّ ومطالبهنّ. تقول ل"النهار": "نساء الثورة على قدر المسؤولية".

هذا اليوم الفنّي غنيّ ومتنوّع. تحت قبضة "للوطن"، مسرح شيّد للمناسبة يعتليه فنانون لبنانيّون يشاركون الجماهير مواهبهم وطاقاتهم حسب برنامج خاصّ وُضِعَ من قبل المنظّمين. يرى الدكتور مَروان بلّوط وهو من معدّي البرنامج، أنّ الحدث يعيد "روح الثورة إلى مجدها" واللوحات نُظِّمَت "بالريشة والموسيقى والجسد". وقد استوحى بعض الفنّانين من أنغام زكي ناصيف وكلمات سعيد عقل لوحاتهم. التقنيّات عديدة: من الرسم على القماش والزجاج إلى الموسيقى الإلكترونية واللوحات الفنيّة الراقصة... يتضمّن الحفل الإعلان عن "قَسَم الثورة" وأنشودة القَسَم؛ تعليم مدرسة الصم والفنّان بيار جعجع النشيد الوطني اللبناني للجمهور بلغة الإشارة؛ إطلاق أغاني جديدة للثورة إحداها من كتابة رامي نصّار وأخرى من تأليف فرقة الراب "دمار ريكوردز"؛ مشاركة لحن خاص للثورة بعنوان "لاقونا" لجبران خليل جبران، بصوت جوزيف بو نصّار. افتتح العرض المسرحي المؤلف الموسيقي العالمي د. جمال أبو الحسن وكورال الفيحاء. شاركت فرق تراثية راقصة كفرقة الخيالة وفرقة العبادية الفنية ومبدعين. حسب بلّوط، اعتلى المسرح فنّانون مشهورون محبوبون مثل  الفنّان علاء زلزلي والساحر جينو.

أمّا تحدّي اليوم فهو بتأمين 8 ساعات متواصلة من الفنّ على المسرح مع تخطّي البرنامج منتصف الليل، ليكون "من أطول البرامج الفنية في تاريخ لبنان والعالم" فهل يدخل الحدث "كتاب غينيس" كما تمنّى بلّوط ؟

تقول إحدى السيّدات "لبنان جميل وراقٍ. على السياسيّين أن يدعوه بسلام، فالمبدعون فيه لا يُحصَون". وتعلّق شابّة "هناك أيّام غضب وأيّام جمال وفنّ. لبنان ثورة لا تنتهي".















حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم