الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جنبلاط: الجبل ولبنان على مشارف الجوع

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
جنبلاط: الجبل ولبنان على مشارف الجوع
جنبلاط: الجبل ولبنان على مشارف الجوع
A+ A-

أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حديث عبر اتصال هاتفي مع عدد من أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، إلى أن "الحزب التقدمي بحاجة إلى تحديث وتغيير على صعيد وسائل الاتصال وفي طريقة التعاطي للوصول إلى الحداثة أو العصرنة والانفتاح على الشباب".

وأضاف: "ثورة 2005 التي كانت آنذاك موجهة ضد الوجود السوري هي غير ثورة 2019، وقد بدأت بالمعالجة بهدوء آخذاً بعين الاعتبار أن ثمة رفاقاً كانوا معي على مدى أربعين سنة من النضال، وبصراحة لست مستعداً لأن أضحي بهم، فسأجد طريقة بأن يأخذ كل منهم مكانه، أو يتراجع، وسيكون هناك مجلس قيادة جديد للحزب قريباً".

وقال: "إن الاقتصاد على باب الانهيار إن لم يكن ينهار، بالأساس لبنان لا يمكن ان يستمر كما استمر عبر عشرات السنين بلد خدمات وسياحة وفنادق ومطاعم ومصارف دون إنتاج، هذا غير صحي، وأنتم في الولايات المتحدة الأميركية تخوضون اليوم حرباً لحماية الإنتاج الوطني مع الصين وغير الصين، فكيف في لبنان دولة تستورد بـ عشرين مليار دولار في السنة وتصدر 2 مليار فقط؟! هذا غير صحي وغير منطقي، وبرأيي المتواضع لا بد من حماية الزراعة والصناعة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولا ينقص اللبناني الكفاءات في الدخول في العصر الجديد وغيره".

ولفت جنبلاط إلى أنه "لا بد أيضاً من السيطرة على المعابر الشرعية وغير الشرعية، لأن مصدر الدخل في لبنان له معايير مختلفة"، وأعطى مثالاً على "الفرص الضائعة في مرفأ بيروت، الذي كان على باب أن يتوسع، "فمرفأ بيروت جداً مهم للاقتصاد اللبناني، دخلت عناصر داخلية وخارجية منعت توسيع المرفأ عندما كان غازي العريضي وزيراً الأشغال، واليوم نكتشف بأن الروس سوف يستثمرون 500 مليون دولار في مرفأ طرطوس من أجل توسيعه، الذين يزايدون طائفيا في لبنان غالبيتهم يعملون بشكل أو بآخر لصالح الاقتصاد السوري".

وقال: "أهم أسباب العجز 40% من عجز الكهرباء، وهذا الأمر ما قبل انتخاب ميشال عون، عندما ومع الأسف يبدو جرى تفاهم ما بين سعد الحريري وجبران باسيل قبل انتخاب عون وأتت تلك البوارج التركية. ومنذ أكثر من ثلاث سنوات لم نستطع أن نبني معمل كهرباء في لبنان. خيرة المهندسين وخيرة الشركات في السعودية وغير السعودية وفي كل مكان وصل بها أن تبني عشرات معامل الكهرباء، وفي لبنان لم نستطع، ومنعنا أن ننشىء معمل كهرباء كي نستقل".

وحول مطالب الحراك قال جنبلاط: "إن "تغيير الطبقة السياسية جداً مهم، لكن حاول كمال جنبلاط على مدى ثلاثين سنة تغييرها وإلغاء الطائفية السياسية عبر قانون انتخابي لا طائفي وبقانون أحوال شخصية مدني وبمجلس شيوخ طائفي ليحقق توازن. آمل أن يصل الحراك لأننا كلنا متهمون من قبله بأننا فاشلون - ولا مشكلة بأن نقبل التهمة، آمل أن يصل الحراك إلى هذه النتائج، أهمها قانون انتخاب لا طائفي، وهنا لا أعتقد وهذا شك أو هذا حدس من قبلي، لا أعتقد أن الحريري أو الكنائس أو حزب الله يريدون التغيير لصالح إلغاء الطائفية السياسية، فهم يتناغمون على بقاء الطائفية، هذا رأيي بالرغم من مظاهر الشارع".

ورأى جنبلاط أنه في "آخر ثلاثة أيام أخذ الاعتراض على تسمية حسان دياب منحى العنف غير المقبول، وتسكير الطرقات، وهذه أيام خطيرة ومزعجة، لكن نعم للتظاهر السلمي، إنما تسكير الطرقات كما تعلمون هو أولاً على الذين يذهبون إلى أشغالهم وقد يخلق توترات مذهبية بغنى عنها".

وحول نتائج الاستشارات النيابية قال: "في ما يتعلق بتسمية رئيس الوزراء الجديد أنا مع التغيير، لذلك اخترت نواف سلام، فهو رجل محترم وخارج الطبقة السياسية المعروفة، واستغرب لماذا سعد الحريري لم يدعم نواف سلام، واستغرب أيضاً لماذا القوات لم تؤيد نواف سلام، ولكن غلطة الشاطر بألف، إلا اذا كانوا يريدون البقاء على النظام القديم".

واعتبر أن "الجبل ولبنان على مشارف الجوع، ولذلك فإن خطوات الحزب الأولية التي يقوم بها هي دعم الأسر المحتاجة بالمازوت على مدى أربعة أشهر، توزيع حصص غذائية ابتداء من أول كانون أول، المبادرة بتشجيع زراعة القمح والعدس والحبوب، وهذا سوف يعطي نوعاً من الاكتفاء الذاتي عند الحصاد، تأمين مخزون للأدوية لأن بعض الادوية فقدت، الاهتمام قدر الامكان بالحالات المرضية في المستشفيات. أقول قدر إمكانات الحزب، والمطلوب من الجالية في الخارج إذ أمكن دعم المؤسسات (مستشفى عين وزين، مستشفى الإيمان). والمساعدة أنتم ونحن في خلق أفكار جديدة لفرص عمل لمتوسطي الدخل، ودعم اللجنة الاجتماعية للمجلس المذهبي ودار الطائفة الدرزية، العرفان والإشراق، هذه بعض الأفكار، وأفضل أن يكون الدعم مركزياً موحداً، نحن ببداية أزمة طويلة وطويلة جداً لبنان القديم انتهى ولكن الأهم الصمود في الجبل".

وعما اذا كان يعتقد أن الحكومة العتيدة قادرة على إصلاح البلد وإنقاذه من الوضع الاقتصادي وملاحقة الفاسدين وما هو موقف الحزب واللقاء الديمقراطي من هذه الحكومة؟ أجاب جنبلاط: "أخذنا موقفا بعدم المشاركة. لا هذه الحكومة ولا غيرها من الحكومات السابقة، عندما كان سعد الحريري موجودا، من دون تحالف وتفاهم لا حكومة وصلت إلى نتيجة، كانت النتيجة التي وصلوا إليها الهروب إلى الأمام، بيع القطاع العام (الخصخصة) لكي يجلبوا بعض الأموال و"يشدوا الاثنين" هذا أسهل الحلول وأسوأ الحلول".

وعن زيارة الموفد الاميركي ديفيد هيل إلى لبنان وما يمكن أن تقدمه واشنطن من دعم إلى الحكومة والشعب اللبناني، أجاب: "حتى الآن الحكومة الأميركية تدعم إيجابياً لبنان من خلال دعم الجيش اللبناني، وتعلمون أن في مرحلة معينة تأخر دعم الجيش ثم أعادوا الاعتبار وقرروا دعمه وهذا مهم جداً، لأن هناك أوساطا ًفي لبنان لا تريد الدعم الأميركي للجيش. أما في ما يتعلق بدعم هذه الحكومة فتعلمون ديبلوماسياً يجيبونك هذا أمر يعود إليكم، لذلك أقول وأستغرب مجدداً وأكرر أنني واضح في السياسة، إذا كانوا لا يريدون - معظم المسؤولين السنة، لا يريدون حسان دياب فليقولوا له نحن لا نريدك بطرق أكثر حضارية-، وأذكر بأننا خسرنا فرصة سمير الخطيب، كان يمكن سمير الخطيب أن يؤلف حكومة مؤقتة ولديه كفاءة كبيرة، وحسان دياب أيضاً، ولكن سمير الخطيب كان ممكناً، صدرت أصوات العائلات البيروتية وغير البيروتية ترفض سمير الخطيب، هذا لعب بالنار لأنه في كل يوم الاقتصاد يتراجع".

وعن الأسماء التي يمكن أن توزر في الحكومة من الطائفة الدرزية وموقف الحزب العام من كل التطورات؟ قال جنبلاط: "عندما تقرر شيئاً عليك أن تقرر أن تكون متضامناً مع نفسك. نحن لن نشارك ولن نسمي، من يرغبون بتسميتهم من الدروز ليس لي علاقة، انتهى الموضوع، نحن لا نسمي لأنه اتهمنا من بعض الحزبيين وغير الحزبيين، "كلن يعني كلن". نحن لن نشارك، لدينا عملية إصلاح أهم من المشاركة، وهي كيفية دعم صمود أهل الجبل، أما التطورات الإقليمية أو غيرها، أحيانا المرء ينظر ولكن خلينا عالأرض".

ورداً على سؤال اين أصبح موضوع الموقوفين في حادثة قبرشمون، قال جنبلاط: "معنويات الموقوفين عالية، والحزب يهتم بكل شيء وبعائلاتهم، لا توجد مشكلة، القضية طويلة، كنا نأمل بعد اجتماع المصارحة والمصالحة في بعبدا أن نخطو خطوة للمعالجة، عبر إسقاط الحق الشخصي في ما يتعلق بالشويفات وقبرشمون والبساتين ولكن لا أريد التعليق".

وحول التحديث في الحزب؟ قال: "لدينا خطة، لكن لا أريد حرق المراحل"، مضيفاً: "بعض الذين نزلوا إلى الحراك من الحزبيين حراكهم مفيد، ولكن حراكهم ينسى 40 أو 50 عاماً من التضحيات للحزب في شتى المجالات، ينسى فكر كمال جنبلاط وآلاف الشهداء وكيف كنا حتى في ظل الحكم السوري نعاند ونقاوم السوري، ينسى حرب المخيمات ومعارك سوق الغرب، فجأة كله صار منسياً، ماشي الحال ما في مشكل، كأننا حزب أتى من القمر".

اضاف: "كمال جنبلاط اول من أسقط حكم الفساد عام 52 عندما اسقط بشارة الخوري مع كميل شمعون وغسان تويني وعبدالله الحاج، وقتها كان بجبهة النواب السبعة، المسألة تحتاج الى تفكير، لا اريد الآن الانفعال، سوف اعمل جهدي بتطوير الحزب، لم اقل اصلاحا، يوجد الكثير من المناضلين في الحزب، كل واحد يأخذ دوره وفي الوقت المناسب يتقاعد".

وعن اقتراحاته لاستعادة الأموال المنهوبة؟ أجاب جنبلاط: "استعادة الأموال المنهوبة تحتاج إلى قضاء مستقل وآلية معينة واتهام واضح، اليوم بالشعارات جميعنا صرنا سارقين. اتهام واضح، طبعاً تقنياً، الذي وضع أمواله بسويسرا لا أعتقد يرجعها، لكن الذي ما زال يستمر في السرقة خاصة في مجال الكهرباء أو بموضوع الزبالة تستطيع محاسبته، ولمحاسبته نحتاج إلى حكومة وقضاء، نقطة الصفر هي القضاء".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم