الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ظاهرة غير عادية من مواطنين عاديين

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
ظاهرة غير عادية من مواطنين عاديين
ظاهرة غير عادية من مواطنين عاديين
A+ A-
لقد فكرتم بالنيابة عنا ستين عامًا،فكان تفكيركم " زي الزفت"المخرج العالمي يوسف شاهينالمرءُ يُدعى خارقًا، إذا أنجز أعمالاً خارقة. وعلى هذا، مثلًا، يُعَدُّ من الخارقين أرسطو ونيوتن وأديسون وماركوني وبيل غيتس، وتوم جوبز، وأينشتاين، ومدام كوري، وكذلك شكسبير والمتنبي وسواهم، لأنهم قدموا للإنسانية أعمالاً خارقة من معطيات بسيطة.قبل هذا، كان إيمان الناسُ بالرسائل السماوية مرهونًا بما يقدمه أصحابها من معجزات، كشق ِّالبحر بالعصا، وإحياء الموتى، والإسراء إلى المسجد الأقصى، لأن الإنسان كان ولا يزال وجلًا متوجسًا من تلك المنطقة المجهولة في وعيه، مصدقًا لما لا تستشعره الخمسُ الحواسُّ إذا ما اقترنت الظاهرة بأمور غير مألوفة. أما الآن، فما أصدِّقُه ويصدِّقُه معي الملأ، أن مئات الآلاف من اللبنانيين العاديين المجهولين، يصنعون ظاهرة خارقة متمادية، تتخطى شبكات العيون إلى المستقبل العميق.لفتني في الأسبوع الماضي مقال للأستاذ رفيق خوري استشهد فيه بالفيلسوف الفرنسي Alexis de Tocqueville إذ يقول: "كل جيل هو شعب جديد، كل دورة انتخابية هي ثورة دستورية"، وهذا ما يفسر لي شعوري الغريب بأنني متعاطف عقلًا وعواطفَ مع حركة الناس، على رغم أنهم يخلعون عنهم "وصايتي"، أي وصاية الأجيال السابقةِ، المزمنةَ العقيمةَ التي أدَّت إلى تشكيل طبقة كلسية منعت عن الدولة والمواطنين الهواء والضياء، ووأدت فيهم الابتكار، وعمَّمَت عليهم حالة الاستنقاع التي أفرزت الفساد المفضي إلى الإفلاس وإعلان الفشل العام. ذلك أن الدورة الانتخابية عندَنا بقيت مقفلةً على أشخاصِها، ولم تعدْ ثورةً دستورية، فأصبحَ على الشعبِ أن يثورَ من أجلِها هي أيضًا. من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم