بحر من البشر هو الأغزر منذ 2005 في وسط بيروت لبنان صرخة في وجه السلطة: كفى ... ارحلوا عنّا

كلمة واحدة صدحت في لبنان من اقصى شماله الى اقصى جنوبه مروراً بالجبل والبقاع وبيروت. فوسط العاصمة استعاد مشهد العام 2005 في الشكل من حيث الحشد، وربما تفوق عليه، ووحد هتافاته التي أصمت آذان المسؤولين عن تجويعه وقهره.هكذا رسم مشهد 20 تشرين الاول وجه الوطن الذي يتمناه شعب انتفض وكسر كل الحواجز.منذ ساعات الصباح الباكر بدأ تقاطر اللبنانيين الى وسط بيروت. هنا ساحة الشهداء التي غصت بالحشود الكثيفة من مواطنين مقهورين أرادوا الانتفاض على إذلالهم. الحشود امتدت الى رياض الصلح، وما إن انتصف النهار حتى ملأت الحشود كل شبر في الساحتين، وتوقفت عند الحاجز الذي اقامته القوى الامنية لمنع المتظاهرين من الوصول الى السرايا الحكومية."لا تعنينا المهل، فليرحلوا"قرب تمثال الشهداء تقف امرأة أربعينية وسط الحشود وعلى كتفها يغفو طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره. تنظر الى آخر الساحة وتردد: "انشالله نضل متحدين بوجههم جميعاً"، ونسألها من هم هؤلاء؟ فتجيب: "هم المسؤولون عن إذلالنا لسنوات طويلة. سرقونا ويمننوننا بأبسط حقوقنا التي صرنا نتوسلها منهم، الله لا يسامحهم".لقد حضرت من الضاحية الجنوبية لبيروت التي قصدتها مع عائلتها هرباً من الاحتلال الاسرائيلي لبلدتها الجنوبية الحدودية، ومن ثم هاجر بعض افراد عائلتها الى اوروبا وظلت مع والديها في حي السلم، وهناك حكاية المعاناة. معاناة تتردد في...