السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فضيحة الطائرات المعطلة نموذج عن تعامل الدولة مع الكوارث الطبيعية

"النهار"
فضيحة الطائرات المعطلة نموذج عن تعامل الدولة مع الكوارث الطبيعية
فضيحة الطائرات المعطلة نموذج عن تعامل الدولة مع الكوارث الطبيعية
A+ A-

أن تحترق الغابات في هذا الفصل وفي هذه الظروف، لهو أمر طبيعي ويحصل في غالبية بلدان العالم، ولكن أن تحترق الجبال وتقضي الحرائق على ما تبقى من لبنان الأخضر فيما الطائرات المخصصة لإخماد الحرائق متوقفة في مطار بيروت بسبب عدم توافر الأموال للصيانة، أمر أقل ما يقال عنه بأنه معيب ويدعو لطرح مئات الأسئلة حول الإهمال المتّبع من قِبل الدولة، وطريقة تعاملها مع الكوارث الطبيعية.

يسأل وزير الداخلية السابق زياد بارود عبر "النهار" عن مصير تلك الطائرات، وكيف يمكن لطائرات استُقدمت خصيصاً لإطفاء الحرائق منذ العام 2009، وشاركت بأكثر من 11 عملية إخماد حرائق على كافة الأراضي اللبنانية، أن تصبح اليوم خردة مرمية في المطار تحت حجة نقص الصيانة.

وشرح بارود كيفية استقدام السيكورسكي عبر مناقصة عالمية لـ21 شركة، وسُلِّمت لقيادة الجيش بعد تدريب الطيارين عليها، ولكن اليوم نرى الدولة تطلب مساعدة قبرص. وتابع: "الطوافات الـ3 كانت هبة ولم تكلف الدولة قرشاً واحداً، وشملت الهبة الصيانة لـ3 سنوات وتدريب الطيارين. وقد اختار المواصفات سلاح الجو في الجيش مع مؤسسة Veritas.

وبعيداً من فضيحة الطائرات، يرى بارود أن "المشكلة الأكبر تكمن في شحّ إمكانات عناصر الدفاع المدني، حيث يقاوم المتطوعون الحريق باللحم الحي وبإمكانات متواضعة مرّ عليها الزمن". وسأل: "هل يعقل أن عناصر الدفاع المدني يستعينون بصهاريج الأهالي لإخماد الحريق؟ وكيف يمكن اقتحام الحريق بدون خوذة واقية من النيران؟! وما حصل خلال الساعات الماضية كشف حجم التقصير بطريقة التعامل مع الكوارث الطبيعية، فلا طائرات تعمل ولا عناصر مجهزة على الأرض".

بدوره، رفض الوزير السابق فادي عبود في حديثه لـ"النهار" الحديث المتناقل عن أن الطوافات غير صالحة لإخماد الحرائق في لبنان، مؤكداً أنّ "لا علاقة بالتقنيات لا من قريب ولا من بعيد بعدم استعمالها في إطفاء النيران، إلا أن المشكلة تكمن في مكان ما".

وقد وافق مجلس الوزراء على قبول الهبة العينية المقدمة من جمعية "أخضر دايم" لمصلحة وزارة الدفاع الوطني – قيادة الجيش، على أن يتم استخدامها من وزارة الداخلية والبلديات لمصلحة المديرية العامة للدفاع المدني بناء على طلبها لإطفاء الحرائق عند الحاجة، كما نص مرسوم قبول الهبة على حلول الدولة محل الجمعية في الحقوق المنصوص عنها في عقد الهبة. كذلك، وافق مجلس الوزراء على قبول هبة الجمعية والتي هي عبارة عن قطع غيار للطوافات الثلاث. إلى ذلك وضعت الجمعية بتصرف قيادة الجيش مليون دولار على سبيل نفقات التشغيل لتلك الطوافات، فكيف تكون تلك الطائرات غير صالحة اليوم للاستعمال؟

وأكد عبود أن "جمعية أخضر دايم جمعت التبرعات لشراء هذه الطوافات منذ حوالي 10 سنوات، كذلك جمعت تكلفة صيانتها، وكانت صلة وصل بين الدولة والشركة الاميركية، والجيش اللبناني هو من اختار نوع الطائرة من اسكتلندا، ولكن التقصير الحاصل غير مقبول"، موضحاً أنه عمل سنتين من أجل إطفاءالحرائق في لبنان وشراء هذه الطائرات لمكافحة الحرائق. وشدد على أن المشكلة الاساسية في الطائرات بالإضافة إلى موضوع الصيانة هو موضوع التدريب على هذه الطائرات، واعتبر أن المطلوب تدريب حوالي 20 طياراً كي تكون الطائرات جاهزة على مدار السنة، وهذا ما لم يحصل، موضحاً أنه "أثناء صيانة الطائرات لم تعمل هذه الطائرات كثيراً نظرا لعدم وجود طيارين يقودون هذه الطائرة بسبب الشحّ في ساعات التدريب".

وأوعز رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى “المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة إلى المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وتقديم الإسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان او من الذين يكافحون النار”.

وطلب فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقف طائرات الإنقاذ وإطفاء الحرائق “سيكورسكي” عن العمل منذ سنوات وتحديد المسؤولية، كما طلب اجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث والإسراع بتأمين قطع الغيار اللازمة لها”.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم