الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

كنائس سوريا في مرمى المتحاربين...الأضرار بالأرقام والمعتدون بالأسماء

المصدر: "النهار"
كنائس سوريا في مرمى المتحاربين...الأضرار بالأرقام والمعتدون بالأسماء
كنائس سوريا في مرمى المتحاربين...الأضرار بالأرقام والمعتدون بالأسماء
A+ A-

وكان بعض الهجمات متعمدة، مثل استخدام "داعش" الجرافات لتدمير دير مار اليان القديم في محافظة حمص في عام 2015. ونجمت االهجمات الاخرة من قتال أو قصف أو صواريخ على الخطوط الأمامية.

وكان المسيحيون يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان سوريا قبل الحرب والبالغ عددهم 23 مليون نسمة. وتمتع هؤلاء بهامش من الحرية من ما يخص العبادة وممارسة الشعائر الدينية. وفي السنوات العشرين الأخيرة، غادر قسم كبير منهم إلى أوروبا، وتزايدت وتيرة الهجرة منذ بدء الثورة.

وأورد تقرير للشبكة الحقوقية الاعتداءات على أماكن العبادة المسيحية منذ اندلاع الثورة السورية، وفصل تلك التي وقعت منذ نهاية نيسان 2015، تاريخ صدور آخر دراسة عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في ما يتعلق باستهداف الكنائس.

وسجل التقرير ما لا يقل عن 124 اعتداء على أماكن عبادة مسيحية، بينها 75 نفذتها قوات النظام السوري و10 تنظيم "داعش" و اعتداءان "هيئة تحرير الشام "، فيما نفذت فصائل في المعارضة المسلحة 33 اعتداء وجهات أخرى أربعة أخرى.


وحصيلة هذه الهجمات كانت تضرر ما لا يقل عن 76 من أماكن العبادة المسيحية. إلى ذلك، حوّل 11 مكاناً مسيحياً مقرات عسكرية أو ادارية لأطراف النزاع، بينها ستة لقوات النظام، واثنان لداعش وفصيل معارض وواحد ل"هيئة تحرير الشام".

وفي قراءة لمواقع الكنائس المتضررة ونوع الأضرار، تظهر خريطة نشرها المركز أن محافظة حلب هي الأكثر تعرضاً للاعتداءات، تليها محافظة حمص ثم ريف دمشق.

وكانت حمص ضحية العدد الأكبر من هجمات النظام، مع 27 اعتداء، تلاها ريف دمشق مع 20 اعتداء. أما حلب فكان لها النصيب الأكبر من هجمات الفصائل المعارضة، مع 24 هجوماً.

وتقول "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إن القوات التابعة للنظام استهدفت الكنائس سبع مرات أكثر من "داعش".


وينقل التقرير عن مدير الشبكة فضل عبد الغني إن النظيم استهدف المسيحيين لمجرد أنهم مسيحيون، إلا أن الأسد يستهدف أي شخص أو طرف يعارضه.

ورأت إريكا هانيشاك من منظمة "أميركيون من أجل سوريا الحرة"، أن نظام الأسد برر هجماته على الكنائس بأن المعارضين له استخدموها، فيما قال عبد الغني إن الأسد هو "التهديد الرئيسي" على المسيحيين؛ لأن لديه أسلحة أقوى لاستخدامها ضد الكنائس أكثر من الجماعات الأخرى التي تقاومه.

وضمنت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" صوراً تظهر ثقوبا في سطوح الكنائس والمباني المتداعية، وزجاج النوافذ المهشم.

وتعرض بعض الكنائس لأكثر من هجوم ومن أكثر من فريق، مثل كنيسة سيدة السلام في حمص، التي تعرضت لسبع هجمات من النظام، وكنيسة القديسة تقلا في دمشق، التي قصفت أربع مرات.

وهاجمت المعارضة المسلحة كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس في دمشق، إلى جانب الكنائس في حلب بين 2012 و 2013.

وتدعم غالبية المسيحيين في سوريا نظام الأسد لأنها على غرار الاقليات في الشرق تحتمي بالانظمة الحاكمة. وفي سوريا تحديداً، يخشى المسيحيون نظاماً إسلامياً يكون بديلاً للأسد ويضطهد المسيحيين.

ويقول المطران نيكولاس جيمس سمرة، من كنيسة الملكيين الكاثوليك إن "الخوف الأكبر بين المسيحيين هو ممن سيأتي إلى الحكم إذا ذهب الأسد. وهذا يمثل لهم خوفاً كبيرا"، وأضاف في حديثه لوكالة الأنباء الكاثوليكية: "أشك في مسؤولية نظام الأسد عن قصف أي من الكنائس والمواقع الدينية.. لا أعتقد أن الرئيس متطرف".

ولكن الباحث البارز في المجلس الأطلسي والمسؤول السابق في إدارة باراك أوباما، فريدرك هوف، رأى أن الأسد يمثل معضلة للمسيحيين الأميركيين. وأضاف في تصريحات لمجلة الشؤون الخارجية المسيحية "بروفيندس": "استغل بعض القوى الإقليمية الثورة السورية، التي لم تكن طائفية، ودعمت الجماعات الإسلامية، وبحثت عن دمى وأدوات، وساعدت في النهاية الأسد من خلال قتل أي بديل له، ودفعت الأسد لعسكرة النزاع فاستفاد كثيراً، مع أن تصرفاته تناقض تعاليم الإنجيل كلها. ولهذا السبب يفهم موقف الكثير من المسيحيين السوريين الذين خافوا من البديل الجهادي عنه، وواصلوا دعم الشيطان الذين يعرفونه".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم