الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ما حقيقة "الرّد المزلزل من السيّدة ميركل على ماكرون وفرنسا"؟ FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
لقطتا شاشة من المقطع المصور المتناقل مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فيسلوك).
لقطتا شاشة من المقطع المصور المتناقل مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فيسلوك).
A+ A-
إنّها أنغيلا ميركل متكلمة عن "حرية التعبير والكراهية"، وفقا للمزاعم. مقطع فيديو تظهر فيه المستشارة الالمانية، وهذا "ردها المزلزل على ماكرون وفرنسا"، على ما يكتب مستخدمون لوسائل التواصل، وهنا "الفرق بين القائد والسياسي المأزوم ماكرون"، بتعبيرهم. غير ان هذه المزاعم مضللة، خاطئة. المقطع قديم، بحيث يعود الى 27 تشرين الثاني 2019، وتظهر فيه ميركل ملقية خطابا أمام البرلمان الالماني، تناولت في جزء منه حرية التعبير في ألمانيا، وكانت تتوجه بكلامها الى الداخل الألماني فحسب. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: ينتشر المقطع المصور لميركل على نطاق واسع. 0,48 ثانية موقعة بشعار "دويتشيه فيليه"- DW، المؤسسة الاعلامية الالمانية الرائدة. وتظهر فيه المستشارة الالمانية متكلمة بالالمانية، مع ترجمة لكلامها الى الانكليزية. وقد أرفقته صفحات في الفيسبوك (مثل هنا، هنا، هنا، هنا...) بمزاعم (من دون تدخل او تصحيح) أنه "الرد المزلزل على ماكرون وفرنسا من السيدة ميركل. الفرق بين القائد والسياسي المأزوم. #ماكرون: ‏لا شيئ يجعلنا نتراجع، أبداً ! #ميركل: اقول لمن يريدون حرية التعبير دون اي تكاليف او حدود، حرية التعبير تتوقف عندما تكون مصدرا لنشر الكراهية". 

 
 
 
التدقيق: 
-يتزامن نشر هذا المقطع المصور لميركل مع تزايد الدعوات في الشرق الاوسط إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، في وقت تعالت ردود فعل غاضبة أثارتها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهّد "عدم التخلي عن رسوم كاريكاتور" تجسّد النبي محمد.
 
-غير ان البحث عن المقطع المصور يبين ان لا علاقة له برد ميركل على ماكرون، وفقا للمزاعم المتناقلة. 
 
فقد أمكن ايجاده في حساب مؤسسة "دويتشيه فيليهالألمانية في تويتر، DW Politics، منشورا في 27 تشرين الثاني 2019، مع شرح أن "أنغيلا ميركل ليست معروفة بشغفها. لكن في هذا الخطاب الناري عن حرية التعبير، كانت المستشارة عاطفية بشكل غير عادي". 

في ذلك اليوم، وقفت ميركل أمام البرلمان الالماني (بوندستاغ)، ملقية خطابا طويلا تناولت في جزء منه حرية التعبير في ألمانيا. ومما قالته في هذا المقطع المصوّر (ترجمة من الانكليزية الى العربية): "لدينا حرية التعبير في بلدنا. بالنسبة إلى كل من يزعمون أنه لم يعد بإمكانهم التعبير عن آرائهم، أقول لهم: إذا عبرتم عن رأي واضح، فيجب أن تكونوا قادرين على التعايش مع حقيقة أنكم ستُعارَضون. إبداء الرأي لا يأتي من دون تكلفة. لكن حرية التعبير لها حدودها. وتبدأ تلك الحدود حيث تنتشر الكراهية. تبدأ من حيث يتم انتهاك كرامة الآخرين. هذا المجلس يجب أن يعارض الخطاب المتطرف، وإلا فإن مجتمعنا لن يكون المجتمع الحر الذي كان عليه". 
 
وقد تزامن خطاب ميركل مع احتفال المانيا بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين. وقد جاء كلامها عن حرية التعبير في ألمانيا على خلفية حادثتين هزتا البلاد قبل اسابيع: مقتل رئيس حكومة مركز ومدينة كاسل بولاية هيسن، فالتر لوبكه، ليل 2 حزيران 2019، وهجوم على كنيس في مدينة هاله الالمانية في 9 تشرين الاول 2019. 
 
 وقد اشارت ميركل الى هاتين الحادثتين في الجزء الأخير من خطاب طويل (هنا، موقع البوندستاغ)، لتضيف: "يتساءل المرء: ما الذي يحصل في مجتمعنا؟ وذلك بعد 70 عامًا من القانون الأساسي. كرامة الإنسان مصونة". ثم تابعت كلامها على حرية التعبير، وهو الجزء الذي نشاهده في المقطع المصوّر لها.  
 
يشار الى ان ميركل سبق أن أدلت بهذا الموقف عن حرية التعبير في مقابلة مع مجلة "در شبيغل" الألمانية في الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين. وقد عارضت فيها بشكل صارم النظرية التي يتبناها حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني الشعبوي المعارض، بأنه يتم تقييد حرية الرأي بشكل متزايد في ألمانيا وأنها في خطر، مؤكدة أنه "يمكن كل شخص اليوم التعبير عن رأيه. 
 
وقالت: "حرية الرأي لا تعني حظر المعارضة". وأوضحت أنه أنه يجب أن يتوقع المرء أنه سيلقى مقاومة وحججا مضادة لاذعة. وتابعت: "حرية الرأي تشمل حرية المعارضة. أشجع الجميع على قول رأيهم، لكن يتعين على المرء تحمل تلقي استفسارات، وربما أيضا سيلا من التعليقات السلبية... إن ذلك جزء من الديموقراطية".
 
النتيجة: اذاً، المزاعم ان الفيديو يظهر "الرد المزلزل للسيدة ميركل على ماكرون وفرنسا"، على خلفية المواقف الغاضبة من تصريحات ماكرون حول الاسلام، مزاعم مضللة، لا صحة لها. أولا الفيديو قديم، بحيث يعود الى 27 تشرين الثاني 2019، وتظهر فيه ميركل ملقية خطابا أمام البرلمان الالماني تناولت في جزء منه حرية التعبير في ألمانيا، وذلك على خلفية حادثتين هزّتا المانيا قبل اسابيع. وكلامها هذا وجهته الى الداخل الالماني فحسب، وليس الى فرنسا او اي دولة أخرى. 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم