الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

صورة لـ"جندي من الجيش الصحراوي وخلفه أرتال من صواريخ توشكا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار، أ ف ب
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فيسبوك).
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فيسبوك).
A+ A-
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنها تُظهر مقاتلاً صحراوياً خلفه أرتال من العربات الحاملة لصواريخ يصل مداها لعشرات الكيلومترات، للإيحاء بقدرة جبهة بوليساريو على قصف العمق المغربي. لكن، وبصرف النظر عن الإمكانات العسكرية لجبهة بوليساريو، فهذه الصورة منشورة قبل سنوات على أنها ملتقطة في سوريا، ولا علاقة لها بما يجري في الصحراء الغربية. 
 
يظهر في الصورة جنديّ أخفي وجهه يقف أمام رتلٍ من الآليات العسكريّة وفي يده سلاح. وجاء في التعليقات المرفقة: "في صورة يظهر جندي من الجيش الصحراوي خلفه أرتال من صواريخ توشكا. يبدو أن الجيش الصحراوي سينقل المعركة داخل التراب المغربي".

ويمكن صواريخ توشكا الروسية أن يصل مداها إلى 180 كيلومتراً.

وتداول الصورة عشرات مستخدمي موقعي فيسبوك وتويتر.
 
 
ماذا يجري في الصحراء الغربيّة؟
 بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذه الصورة بعيد  إعلان المغرب في 13 تشرين الثاني 2020 شنّ عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء الغربية على الحدود مع موريتانيا ردا على إقدام عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) على "عرقلة" حركة المرور على معبر يستخدمه المغرب في تجارته نحو إفريقيا جنوب الصحراء. وردت جبهة بوليساريو باعتبار أن "الحرب بدأت". وحصلت مواجهات بين الطرفين. 

ويسيطر المغرب على ثمانين بالمئة من مساحة الصحراء الغربية الواقعة على ساحل الأطلسي، ويقترح منح هذه المستعمرة الإسبانية السابقة حكماً ذاتياً تحت سيادته، في حين تطالب جبهة بوليساريو باستقلالها.

ويأتي انتشار هذه الصور في ظلّ تساؤلات طُرحت، ولاسيما في الأيام الأولى، عن إمكانية اتسّاع رقعة التوتر في المنطقة.

وأدّى التوتر إلى ظهور كمّ كبير جداً من الأخبار غير الصحيحة على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية تستهدف الطرفين، في ظلّ صعوبة في الحصول على معطيات من الأرض خلال الأيام الأولى.

ويتّهم مناصرون لطرفي النزاع الطرف الآخر باختلاق أخبار لتأييد فريقه.

وكذلك، يتّهم مناصرون لطرفي النزاع الطرف الآخر باختلاق أخبار كاذبة لنسبها إلى خصمه، بهدف ضرب مصداقيته بعد تبيّن عدم صحّتها.

- صورة قديمة لا شأن لها بالتوتّرات الأخيرة في الصحراء -
 لكن هذه الصورة قديمة، ولا تحمل دلالة على أن جبهة بوليساريو أخرجت صواريخ ذات مدى بعيد لضرب العمق المغربي.

فقد أرشد التفتيش على محركات البحث إلى نسخة أوضح وأكبر للصورة نفسها منشورة في مواقع روسية عدة عام 2015 (2,1) ضمن مواضيع عن سوريا.

ويكفي مجرّد نشر هذه الصورة في العام 2015 لنفي أن تكون ذات صلة بالمواجهات الأخيرة في الصحراء الغربيّة.

وعند مقارنة النسختين من الصورة، يمكن ملاحظة أنّ العلامة المائيّة باسم "الموسوعة العسكريّة السوريّة" أزيلت من النسخة المتداولة حديثاً، ليصبح من الممكن تصديق أنها مصوّرة في الصحراء الغربية. وكذلك أزيل الرقم 3 عن إحدى الآليات.

وقد أرشد التفتيش على محرّك غوغل، باستخدام عبارة "الموسوعة العسكريّة السوريّة"، إلى صفحة متخصصة بالشؤون العسكريّة السوريّة في فيسبوك تحمل الاسم نفسه.

وتعذّر على صحافيي فرانس برس العثور في صور هذه الصفحة على الصورة نفسها، لكن مجرّد نشرها في العام 2015 ينفي أن تكون ذات صلة بالأحداث الأخيرة في الصحراء الغربية.  
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم