بلد الأرقام القياسية

سجَّل لبنان أرقاماً قياسية في أمور كثيرة وحقول شتى، في الحياة والزمان على السواء. منها صحون: التبولة، والحمص، والبابا غنوج، والرقم القياسي "للمنقوشة بزعتر". وفي الحياة عدد المرشحين للرئاسة، والانتخابات، ولرئاسة الجمعيات في صناعة الصابون، وزراعة الخروب، وأشجار العائلات الكريمة، وفي الوقت نفسه بلغ الرقم القياسي في خلوّ مقعد رئاسة الجمهورية، وأماكن الإنتخابات من المطارات الفرعية المنسية، إلى القصور المتنقلة في العاصمة، والضواحي، والملحقات. وفي لبنان دون غيره أصبح "المرشح الرئاسي" لقباً رسمياً لا حدود ولا تحديد له، تماماً مثل الرئاسة نفسها، مرة لها صلاحيات، ومرة لها فخامات، ومرة ليس لها أو عليها. على أن الشيء الأهم هو أنها بلا مواصفات، أو بالأحرى بلا مميزات كما في رواية روبرت موزيل الشهيرة "الرجل الذي لا مميزات له"، والبعض يترجمها أيضاً بلا خسائر أو شمائل أو مواهب. المحزن أنه كان بين حمَلة هذا اللقب رجالٌ كبار من فئة نسيب لحود وجان عبيد، كما كانت هناك فئة أخرى. وقد كتب الزميل خيرالله خيرالله أن أبناء المتن الذين يفترض انهم يميلون إلى العِلم، استبدلوا نسيب لحود بالدكتور نبيل نقولا. طبعاً لائحة الإستبدالات طويلة جداً وتظهر في صورة خاصة في التوريث السياسي. وعلى سبيل المثال، أصبح الجنرال ميشال عون رئيساً لـ"التيار الوطني...