الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

الاثنين امتحان ديموقراطي بامتياز \r\nلا تفاهم مسبقاً على الحكومة ومظلّة دولية للتسوية

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

فيما تتكثف الاستعدادات في المجلس النيابي لجلسة الانتخاب الرئاسية، وفي القصر الجمهوري لاستقبال الرئيس المنتخب، اكتملت استعدادات رئيس الحكومة تمام سلام لمغادرة السرايا بعدما أمضى فيها عامين وثمانية أشهر، منها عامان وخمسة أشهر في غياب رئيس للجمهورية.


لن يبقى أمام سلام إلا أيام قليلة قبل أن ينتقل إلى دارته في المصيطبة حيث يعتزم تصريف الأعمال في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة. فبعد جلسة أخيرة لمجلس الوزراء اليوم، يوم عمل عادي الجمعة ومن بعدها يشارك رئيس الحكومة في جلسة الانتخاب يوم الاثنين، يعود بعدها إلى منزله.
لا يرغب سلام في تصريف الاعمال من السرايا. حتى أنه ألغى سفره إلى مدغشقر نهاية تشرين الثاني المقبل، واعتذر عن عدم تمثيل لبنان في القمة الفرنكوفونية المقررة هناك في السابع والعشرين من تشرين الثاني.
ويمكن زائر السرايا أن يلحظ اكتمال ترتيبات مغادرة الجهاز الإداري والاستشاري لرئيس الحكومة، مما يؤشر الى أن السرايا باتت مستعدة لاستقبال سيدها الجديد قريباً، متأثرا بالمناخ التفاؤلي المواكب لجلسة انتخاب الرئيس في 31 من الجاري.
وعليه، فإن البلاد ستكون هذا الاثنين أمام امتحان كبير عجزت القوى السياسية عن خوضه مدى 29 شهرا. هو امتحان ديموقراطي بامتياز كما تصفه مراجع سياسية، مرهون بنجاحه، وبإمكان استكماله على المستوى الحكومي، تكليفاً وتأليفاً، وإلا، فإن السؤال الأكبر يصبح ماذا بعد؟.
على تنامي الكلام على "لبنانية" الاستحقاق وديموقراطيته، ثمة الكثير من الشكوك التي لا تزال تحوط الظروف التي أنضجت التسوية والتفاهمات التي سبقتها وسترافقها في المرحلة المقبلة، وسط غموض يلف المشهد الاقليمي والدولي والأثمان المدفوعة لقاء تسهيل إنجاز الانتخاب بعد عامين ونصف عام من التعطيل المبرمج والمتعمد.
فعلى رغم الكلام المنقول عن تعامل أميركي إيجابي مع حتمية انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فإن مصادر سياسية رفيعة تؤكد لـ"النهار" أن السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد لم تكن في أجواء التسوية الرئاسية، وقد عبّرت عن عدم معرفتها بالأمر أمام أحد المراجع، مستغربة السرعة التي تطورت فيها الامور، بما يخالف الكلام الذي تردد أخيرا عن اتفاق أميركي – إيراني وفّر الغطاء للتسوية.
وحول هذا الكلام، تسترجع المراجع تجربة الرئيس تمام سلام في تشكيل الحكومة، والتي استغرقت 11 شهرا قبل أن تولد، مشيرة إلى أن الولادة لم تحصل إلا بعد حصول تفاهم إيراني - أميركي على الأمر. وسألت أين المملكة العربية السعودية من مثل هذا الاتفاق؟ وهل فعلا يتم تهميش المملكة في الملف اللبناني بحيث تجري الصفقات على هذا الملف من خارجها؟ وإذا لا، فأين هو الموفد السعودي الذي كان يفترض أن يصل الى لبنان قبل يومين لمواكبة الاستحقاق الرئاسي؟ واستطرادا، أين هو نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي أعلن عن زيارة للبنان قبل أيام؟
هل هذا يؤكد نظرية أن الرئيس صناعة محلية، أو على العكس يؤكد انتصار أحد محوري الصراع في المنطقة؟
حتى الآن، وبحسب ما تدلّ عليه المعلومات المتوافرة لهذه المراجع، الامر المحسوم يقتصر على رئاسة ميشال عون للجمهورية وسعد الحريري للحكومة. أما الحكومة فلا يزال الغموض يكتنفها. إذ فُهم من المعلومات المتوافرة من وسطي عون والحريري على السواء، أن التفاهمات بين الرجلين اقتصرت على رئاستي الجمهورية والحكومة وعلى النية الطيبة لتذليل كل العقبات التي قد تعوق التأليف، وذلك من أجل الافادة القصوى من زخم العهد الرئاسي والحكومي الآتي.
أما في التفاصيل، فلا تفاهم مسبقا على شكل الحكومة وحجمها. إذ في حين تؤكد مصادر "مستقبلية" أن الحريري يتجه نحو حكومة من 24 وزيرا، تؤكد مصادر عونية أن الاتجاه لديها هو الى حكومة ثلاثينية.
ولكن ما بات أكيداً بحسب المراجع، أن قطار التسوية انطلق قبل أشهر وجرى العمل عليها بين الحريري وعون بتكتم شديد، بمظلة دولية أعطى إشاراتها البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن في منتصف تموز الماضي والذي دعا إلى رئيس "تسووي".
في حينها، نقل عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ لدى سؤالها عمن يمكن أن يكون في نظر الاسرة الدولية رئيسا تسوويا، وهل يمكن أن يكون العماد عون؟ فأجابت: "عون يصبح تسوويا إذا سار به تيار المستقبل!"


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم