الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

"ملامح الغياب": قصيدة رقص وموسيقى

المصدر: "دليل النهار"
يوليوس هاشم
"ملامح الغياب": قصيدة رقص وموسيقى
"ملامح الغياب": قصيدة رقص وموسيقى
A+ A-

عرضٌ راقصٌ ذو طابعٍ خاص عنوانه "ملامح الغياب" يستقبله مسرح "دوّار الشمس" في 4 و5 و6 أيلول عند الثامنة والنصف مساء، من إخراج غيدا حشيشو وكريم فرح، على أنغام موسيقى لفوزي حلبي ودراماتورجيا لكلارا صفير.


أوّل ما يميّز هذا العرض هو مَن يقف خلفه. هذا العرض لم يحضّره أهل مسرحٍ ولا فرقة راقصة، بل وُلِد نتيجة فكرةٍ خطرت في بال المهندسة غيدا حشيشو، والـgraphic designer كريم فرح، بالتعاون مع الـgraphic designer والموسيقي فوزي حلبي. ما يجمع بينهم هو حبّهم للفنون البصرية. كانوا يفكّرون كيف يمكن الحركة أن تتحوّل إلى صورة، وكيف يمكن الصورة أن تصبح قصيدة. بحثوا كيف يمكن الإيقاع، إيقاع الموسيقى وإيقاع الجسد، أن يخلق لوحاتٍ حيّة. استعملوا خبراتهم في مجالات دراستهم وعملهم ووظّفوها في مجال الرقص والموسيقى. أراد هؤلاء الأصدقاء أن يكتبوا قصيدة، ليس بالكلام، بل بالحركة والموسيقى، فولد "ملامح الغياب".
يقول كريم: "يبحث العرض في القصيدة التي تتجسّد في الحركة والصورة حيث الحوار بين حركة الجسد وبين الإيقاع الموسيقي ينسج صوراً متقاطعة ومتواصلة. لحظات منتهية تضيع وأخرى تُلتَقط فتستمر، تفتح مجالاً أمام الحضور لترجمة هذه الصور وتفسيرها. من ذاكرة الجسد إلى ذاكرة المشاهدين، احتمال التقاط اللحظات أو العلاقات الفانية قبل غيابٍ مؤكّد".
وتضيف غيدا: " التأملات، الذاكرة، الكلمات، ليست سوى إيماءة جسد، انسياب أصوات وصور تمرّ في الزمن. في هذا العرض نفترض أن الحركة واللحظة ومرور الوقت هي تشكيلات الحياة داخل الزمن. تكثيف وعزلة للوقت كلحظات واستمرار. عبر توظيف الإيقاع نحاول الإمساك بغير المدرك في تواصل الحركة، وعبر اختلاف سرعة الحركة نواجه الإدراك الآني بعلاقته مع ماضيه المباشر. اللحظات المفردة تتماهى مع الفراغ. ملامح الغياب تتشكل من بقايا الذاكرة".
"ملامح الغياب" هو العمل الأول لهم. الأمر لم يكن سهلاً، وخصوصاً أنّهم لم يكونوا مدعومين من أي أحد أو من أي جهة. تقول غيدا: "كنا نجلس نحن الثلاثة، نفكّر ونناقش، نحاول أن نكتب وأن نرتجل... اخترعنا نمط عملٍ خاص بنا، تعبنا جداً في ذلك، لكن الأمر الجيّد في هذا الموضوع هو أنّنا صرنا نملك منهجاً وأداةً يمكن أن نعتمدها في عروضٍ لاحقة".
هل نستنتج أنّهم سيكوّنون فرقةً تقدّم أعمالاً دائمة؟ تجيب غيدا: "الخطوة الأولى هي أن نضع هذا العرض تحت التجربة كي نكتشف تفاعل الجمهور معه. ما يهمّنا أكثر هو الطريقة التي نعتمدها في العمل... طريقة العمل تهمّنا أكثر من العمل نفسه؛ يهمّنا أن نكتشف طرائق جديدة، أن نفتح آفاقاً أوسع، أن نفكّر في تفاصيل عميقة وأن نتناقش في أفكارٍ متجدّدة...".
هذا العمل الممزوج بين الحركة/الرقص وبين الإيقاع/الموسيقى مفتوحٌ أمام كلّ شخصٍ يهتمّ بالفنّ بشكلٍ عامٍ، وبالرقص والموسيقى بشكلٍ خاص.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم