الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

هل ينجح فابيوس لبنانيّاً؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

يحقّ للبنانيّين أن يقولوا عن فرنسا إنها لا تزال بمثابة الأم الحنون للوطن الصغير، والذي تخلّى عنه الكثيرون من أبنائه وحمَلَة هويّته.


وكانت جميلة، وفي محلّها ووقتها هذه العجقة التي أضفاها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على مهمّة وزير خارجيّته لوران فابيوس اللبنانيّة المضمون والهدف والغاية لدى طهران.
مثلما أراد أن يجعل قضيّة الفراغ الرئاسي في لبنان قضيّة مُطنطنة، تتبنّاها فرنسا علانية، وتدعو أوروبا والحلفاء والأصدقاء للانضمام إليها في هذه الوساطة مع إيران.
كما لو أن هولاند أراد أن يحوّل هذه القضية – الفضيحة إلى مادة امتحان لحجم الانفراجات والمتغيّرات التي أحدثها الاتفاق النووي، ومستقبل العلاقات شبه المعلّقة بين باريس وطهران.
وسط صمت إقليمي – عربي – دولي عن فراغ المنصب الرئاسي في لبنان لأسباب "خارجيّة"، اندفع الرئيس الفرنسي في اتجاه إيران حيث مكْمن الحلّ والربط، وحيث يُقال إن الاستحقاق الرئاسي اللبناني يبدأ من هناك رحلة العودة إلى ساحة النجمة، فالقصر الجمهوري في بعبدا.
في بيروت الكلام المُتداول سياسيّاً وصحافيّاً يحمّل طهران القسط الأوفر والأكبر من مسؤوليّة التعطيل واستمرار الفراغ. إن لم يكن مباشرة، فبواسطة الحلفاء الأوفياء في بلد الثماني عشرة طائفة والثمانية عشر شعباً.
وعلى رغم كل مؤشّرات التقارب والتعاون التي ظهّرتها الاتصالات بين العاصمتين وكبار المسؤولين في البلدين، فإن فرنسا حريصة على التأكيد لحلفائها الجُدد والقُدامى أنها لن تدخل "عتبة التطبيع" مع إيران على حسابهم.
من هنا، وتأكيداً لهذا المبدأ، كانت التصريحات الفرنسية، والمصارحات على مستوى الرئيس هولاند والوزير فابيوس حول "القضيّة اللبنانيّة" والسعي "لجعل إيران تلعب دوراً أساسيّاً وإيجابيّاً في نزاعات الشرق الأوسط: من لبنان إلى اليمن، مروراً بسوريا والعراق".
إلا أن "المادة الرئاسيّة اللبنانيّة" ستحظى بقسط وافر من البحث و"الأخذ والعطاء" بين الوزير فابيوس وكبار المسؤولين الإيرانيّين.
وبما أن القيادات والمرجعيّات والزعامات في لبنان تتّكئ على الخارج، فمن الطبيعي أن تنتظر بيروت نتائج المسعى الفرنسي على أحرّ من الجمر.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم