في دوَّامة الأقلام التقليديَّة المملَّة، أحيانًا، يطلّ علينا، في لحظات سَعْدٍ، قلمُ سعيد عقل الطريف، الرهيف، الأنيق، الكلُّهُ عافية. يهلّ علينا صاحب "قدموس" بتطلّعاتٍ مشرقة ونبرةٍ تقولها العنفوان، فيردّ إلينا، نحن القرَّاء، بعض عافيةٍ أفْقَدَنا إيّاها العمر، وتردٍّ أدبيّ وشوهٍ فنِّيّ دَرَجَ حتى انتشَ، انتشارَ الهمّ على القلب. فينهض سعيد، من جديدٍ، بهممنا. يستنفرنا إلى رفقته، مشيراً بالإصبع إلى وباء الخوف من المجد المستشرية جرثومتُهُ كوباءٍ في الجسم اللبنانيّ.