الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

ضربات أميركية وأوروبية "موجعة" للاقتصاد الروسي

المصدر: "رويترز"
A+ A-

أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا المتهمة بزعزعة الاستقرار في اوكرانيا، رافضاً فكرة دخول العالم في "حرب باردة جديدة"، وذلك بعيد عقوبات مماثلة فرضها حلفاؤه الاوروبيون.
ميدانياً، كثفت القوات الاوكرانية هجماتها واعلنت الثلاثاء استعادة بلدة ستيبانيفكا على بعد 80 كلم شرق دونيتسك. وهذه المنطقة الواقعة بين الحدود الروسية وموقع تحطم الطائرة الماليزية في 17 تمّوز شهدت معارك عنيفة في الأيام الاخيرة.
وقال اوباما في البيت الابيض: "اليوم تفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي: الطاقة والتسلح والمالية"، وذلك بعد بضع ساعات من إعلان بروكسل فرض سلسلة عقوبات لمنع الشركات والمصارف الروسية من الوصول الى الاسواق المالية الاوروبية وحظر اي بيع جديد للاسلحة والتكنولوجيات الحساسة في مجال الطاقة.
واذ اسف لقيام روسيا بعزل نفسها عن المجتمع الدولي "بعد عقود من التقدم الفعلي"، اعتبر اوباما "انه خيار قامت به روسيا والرئيس بوتين تحديدا".


حرب باردة
أكد الرئيس الأميركي"انها ليست حربا باردة جديدة"، موضحا "انها مشكلة محددة جدا مرتبطة بموقف روسيا الذي يرفض الاعتراف بأن أوكرانيا تستطيع سلوك نهجها الخاص".
وتبنى الاتحاد الاوروبي موقفا حازما حيال موسكو منذ تحطم الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا في منتصف تموز، والتي يرجح انها اسقطت بصاروخ اطلقه الانفصاليون الموالون لروسيا. وهذه المأساة التي اودت بحياة 298 شخصا، بينهم نحو مئتي هولندي، دفعت بالاوروبيين الى ضرب الاقتصاد الروسي والانتقال الى "المرحلة الثالثة" من عقوباتهم.
وصرّح رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي ان العقوبات الاوروبية تشكل "تحذيرا قويا"، معتبراً ان "زعزعة استقرار اوكرانيا او اي بلد اخر مجاور ستكون لها أكلاف هائلة على الاقتصاد الروسي. ان دعواتنا ظلت حبرا على ورق (...) الاسلحة والمقاتلون يستمر تدفقهم على اوكرانيا انطلاقا من روسيا".


تصعيد جديد
من جهتها، رأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان هذه الخطوة "كان لا بد منها"، داعية السلطات الروسية الى "سلوك نهج نزع فتيل التصعيد والتعاون" في النزاع الاوكراني".
واعتبر أوباما ان تبني الاوروبيين هذه التدابير رغم علاقاتهم الاقتصادية الوثيقة بروسيا يثبت ان "صبر اوروبا حيال الرئيس بوتين ينفد".
وأعلنت وزارة الخزانة ان الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات مالية جديدة على روسيا عبر ادراج ثلاثة مصارف روسية على اللائحة السوداء.


وبموجب هذه العقوبات، يحظر على الأميركيين او اي اشخاص في نطاق القضاء الاميركي القيام باي تعاملات جديدة على المديين المتوسط او الطويل مع مصرف "في تي بي" ثاني اكبر المصارف الروسية، او "بنك موسكو" المتفرع منه، وكذلك مصرف الزراعة الروسي.
والتدابير الاوروبية لن يكون لها مفعول رجعي في مجال الدفاع ولن تتعلق سوى بالعقود الجديدة، ما يتيح لفرنسا بيع حاملتي مروحيات ميسترال لروسيا. وكانت باريس قد تعرضت لانتقادات لرفضها الغاء هذا العقد المبرم في 2011، بقيمة 1.2 مليار أورو.


تجميد أرصدة
وقرر الاوروبيون تجميد أرصدة 4 رجال أعمال روس مقربين من الرئيس بوتين متهمين بالاستفادة من ضم شبه جزيرة القرم او بانهم دعموا زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا.
ولليوم الثالث توالياً، عدل الخبراء الهولنديون والاستراليون عن التوجه الى مكان تحطم الطائرة، وكل يوم يمر يجعل التحقيق في الكارثة الجوية اكثر تعقيداً.
واتصل رئيس الوزراء الهولندي مارك روت بالرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ليطلب منه وقف المعارك قرب موقع تحطم الطائرة الذي يشكل، بحسب موسكو، انتهاكاً للقرار الذي تم التصويت عليه في الامم المتحدة بعد المأساة التي اوقعت 298 قتيلا.
وقال المتحدث العسكري الأوكراني اندري ليسنكو: "العسكريون الاوكرانيون لا يقاتلون في موقع الكارثة. الارهابيون يسيطرون على هذه المنطقة"، مضيفاً ان القوات الاوكرانية "تقوم بكل ما في وسعها لتحرير هذه المنطقة". وأشار الى ان 10 عسكريين اوكرانيين قتلوا في الساعات الـ24 الاخيرة.


أخطار متزايدة
وحذرت مؤسسات عدة من ان نشاطاتها قد تتأثر جراء العقوبات الجديدة على روسيا وبينها مجموعة "بي بي" النفطية المساهمة بمستوى 19.75% في "روزنفت" الروسية.
وحذر صندوق النقد الدولي أمس من أن المصارف الاجنبية، وخصوصا الفرنسية، تواجه أخطاراً متزايدة من ناحية العجز عن السداد في روسيا بسبب تصاعد ازمة اوكراني.
ووفقا للصندوق، تملك المصارف النمسوية الحجم الاكبر من الديون الروسية "نسبيا وفقا لحجم اصولها" وبالتالي "فهي الاكثر عرضة" لهذا الخطر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم