الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"فينيكس" مصارعة محجّبة تكسر الحواجز: "لا شيء يمنعني من فعل ما أحب"

المصدر: (أ ف ب)
"فينيكس" مصارعة محجّبة تكسر الحواجز: "لا شيء يمنعني من فعل ما أحب"
"فينيكس" مصارعة محجّبة تكسر الحواجز: "لا شيء يمنعني من فعل ما أحب"
A+ A-

تكسر الشابة الماليزية المحجبة الملقبة بـ"فينيكس" المحرّمات في بلدها الذي تعيش فيه غالبية مسلمة بدخولها عالم المصارعة الخاضع لهيمنة الذكور.

بحجمها الصغير، تصارع نور ديانا وهو اسم مستعار، منافسيها الذكور بحركات مبتكرة لرمي خصومها على أرض الحلبة وتثبيتهم أمام مئات المتفرجين المبتهجين.

يبلغ طول "فينيكس" 155 سنتيمترا ووزنها 43 كيلوغراما ما يساعدها على السرعة وخفة الحركة وهو الأمر الذي يسمح لها بمصارعة أي شخص تقريبا.

وبعيدا من الانتقادات التي يوجهها إليها محافظون لدخولها مجال المصارعة، أصبحت هذه الفتاة البالغة من العمر 19 عاما نجمة على وسائل التواصل الاجتماعي وحفّزت اهتمام نساء محجبات أخريات بالرياضة.

وقالت في حلبة المصارعة بعد فوزها في مباراة "رغم أنني مسلمة وأضع الحجاب، فلا شيء يمنعني من فعل ما أحب".

وهي تشارك في مبارزات "ماليزيا برو ريسلينغ" التي تتشابه كثيرة مع "وورلد ريسلينغ إنترتينمنت" (دبليو دبليو إي) الأميركية.

ومثل "دبليو دبليو إي"، النسخة الماليزية هي بمثابة عرض مسرحي بمقدار ما هي رياضة إذ يتنافس المشاركون في مباريات حددت نتائجها مسبقا.

وتبدو نور ديانا التي تفضل عدم الكشف عن اسمها الحقيقي، خارج الحلبة عكس المصارعة القوية التي لا تخاف شيئا. فهي خجولة ولطيفة وتعمل في مستشفى بدوام كامل.

لكن عندما ترتدي اللباس الخاص بالمصارعة وتضع المعدات الخاصة بها، تتحول إلى "فينيكس" التي يهابها الجميع.

وقالت نور ديانا في صالة للمصارعة في بوشونغ خارج كوالالمبور: "أكون شخصا مختلفا تماما عندما أكون "فينيكس". ربما أكون صغيرة الحجم لكنني أستطيع القيام بأشياء لا يمكن للناس تخيلها".

وأوضحت: "عندما أكون في الحلبة، أكون سريعة جدا وأريد أن أفوز دائما".

بدأت نور ديانا أول تدريب لها في أواخر العام 2015، إذ كانت تحلم عندما كانت مراهقة بأن تصبح مصارعة، وبدأت ممارسة هذه الرياضة بعد بضعة أشهر من التدريبات.

أكثر من 60 % من سكان ماليزيا البالغ عددهم 32 مليون نسمة هم من مسلمي الملايو وهو شكل معتدل من الإسلام، إلا أن المجتمع محافظ عموما. وتضع الكثير من النساء المسلمات في البلاد الحجاب التقليدي وترتدي الملابس الفضفاضة بما يتماشى مع المتطلبات الإسلامية للإناث بالاحتشام.

وقالت نور ديانا: "في البداية كان الأمر صعبا بالنسبة إلي لأن الكثير من الأشخاص قالوا إنني لا أستطيع المصارعة لأنني مسلمة وأضع الحجاب".

لكنها ثابرت وعملت جاهدة لتحقيق حلمها بدعم كامل من عائلتها، وقد قطفت ثمار جهودها خصوصا في أوائل تموز حين هزمت أربعة رجال وتوجت ببطولة المصارعة الماليزية.

في البداية، كانت تصارع وهي تضع قناعا لتجنب أن يتعرف عليها الناس. لكن بعد خسارتها مباراة في العام الماضي، أزالته عن وجهها وأصبحت تصارع مكشوفة الوجه منذ ذلك الحين.

وقد تذكرت الخوف من ردود فعل الناس إلا أن شعبيتها ازدادت منذ إزالتها القناع وأصبح يتابعها الآن الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الوقت الذي تزداد فيه شعبية المصارعة في ماليزيا، يظل انتشار هذه الرياضة محدودا نسبيا في هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا. فهناك نحو 30 مصارعا وتقام المباريات كل شهرين إلى ثلاثة أشهر أمام بضع المئات من المشاهدين.

ونور ديانا هي واحدة بين مصارِعتين فقط في ماليزيا.

وقال مدربها المصارع السابق عايز شوكت فونسيكا لوكالة فرانس برس "بمجرد أن أصبحت مشهورة، بدأنا تلقي الكثير من الرسائل من شابات محجبات للاستفسار عن طريقة الدخول إلى مجال المصارعة".

وتابع: "كسرت الحواجز وأثبتت لهن أنها إذا استطاعت فعل ذلك، فيمكنهن القيام بذلك أيضا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم