السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الشكوى مناجاة باكية فوق سطح الوجع

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
الشكوى مناجاة باكية فوق سطح الوجع
الشكوى مناجاة باكية فوق سطح الوجع
A+ A-

الشكوى،

نهدةٌ حرّى.

هي حفيف الورد بالشوك

ثورة الياسمين، إذا تخلّف النسيم، عن هبوب...

وماذا عن فوحه في أويقات حنينه لهبوب؟

الشكوى، والوجد من نأي الحبيب عذاب ولوعة، تمزّق منديل الذكرى بين هنيهات الغياب

الشكوى مناجاة باكية، فوق سطح الوجع الشارد وحيداً تحت ظلال النفس المصلوبة في الريح

الشكوى،

ندهة ربيع وَلوه، لخريف لا تهوى النومَ في حضنه، عصفورةٌ شَرود

لخريف يرسم على صدره لوحة الورق الأصفر في الغيم

الشكوى من فصيلة:

الآه،

التذمّر،

التأفّف،

اليأس،

الضعف،

من فصيلة الغارقين أبداً في بحيرات الظنّ والتصوّر

طريق الشكوى هواء مجروح، ولكنها تصل

فهي من روح إلى روح، من قلب إلى قلب، من حبيب إلى حبيب

تصل؛ لكنها لا تلبث أن تعود

تعود إمّا في مركب من ثلج، وإمّا في مركب من نار

لولا شكوى البحر، ما عاد النهر اليه

وشكوى السهل، ما تهادى النسيم، في نواحيه، وشكوى الجبل، ما عمّمه الشتاء بالثلج

كثيراً ما يكون مبعث الشكوى من داخل أو خارج

وأرقّ شكوى إطلاقاً، ما هو من وجد ونوى وفراق.

كيف لا؟ والأيام الحمقاء لها تلك اللعبة العبثية، بأعماق البشرية، من الأزل وإلى اليوم، وحتى مغيب الشمس الرهيب.

اقرأ للشاعر أيضاً: الفراغ الأعظم في سبيل الوجود الصارخ

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم